في كل مناسبة متعلقة بسوريا والمنطقة، لا تدخر الولايات المتحدة الأمريكية جهداً في التذكير بأنها أحد المساهمين في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي وإنهاء وجوده الجغرافي في العراق وسوريا.
كما أنها تظهر نفسها من خلال الخطابات التي تلقيها في المناسبات الرسمية كتلك التي تلقى في الذكرى السنوية لدحر تنظيم داعش في آخر معاقله بدير الزور في ٢٢ آذار من كل عام، بأنها (الولايات المتحدة) تسعى إلى إعادة الاستقرار إلى المنطقة وإعادة إعمارها من خلال تقديم الدعم اللازم للمؤسسات والمنظمات التي تخدم المنطقة وتعمل على إعادة تأهيل البنى التحتية التي دمرها التنظيم وكذلك الحرب ضد التنظيم.
لكنها في الوقت نفسه تتخذ موقف الصامت عندما تشن دولة الاحتلال التركي غاراتها بطائراتها الحربية والمسيّرة على البنى التحتية في شمال وشرق سوريا، لاسيما وأن الأخيرة شنت خلال عام 2023 المنصرم هجومين على البنى التحتية والمؤسسات الخدمية والمواقع النفطية، في محاولة ودأب منها على تجويع 5 مليون نسمة في شمال وشرق سوريا وترويعه وإرهابة ودفعه إلى الهجرة لإفراغ المنطقة من سكانها الأصليين.
يجد مراقبون وأهالي المنطقة في صمت واشنطن إزاء الهجمات التركية (وهي البلد الذي دعم تنظيم داعش ووفر له الدعم اللوجستي وكان ممراً لإيصال قادة وعناصر داعش من حول العالم إلى كوباني التي خاض التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أولى المعارك ضد التنظيم فيها، ومنها بدأت نهاية داعش) تخاذلاً في درء المخاطر والأطماع التركية عن المناطق التي يديرها شريكها في هزيمة داعش على الأرض ألا وهو قوات سوريا الديمقراطية، وأن هذا الصمت يمكنه تشجيع تركيا على الاستمرار في نهجها العدواني الحالي.
يذكر أن هذا النهج العدواني الذي يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، يقابل بصمت مقيت من مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي ككل.