أقدمت تركيا في الفترة الأخيرة على خطوة تهدف إلى إضعاف قوة المجتمع الكردي بالذات، وذلك من خلال تسهيل عمليات التهريب من مناطق شمال سوريا إلى السواحل التركية، عبر توسيع شبكة المهربين وتقديم تسهيلات في هذا المنحى، في الوقت التي تمارس فيها تركيا شتى أنواع الضغط والتضيق على مناطق روج آفا، وتعتبر هذه الخطوة ليست بجديدة، ففي عام 2015 عندما قامت بفتح حدودها أمام المهاجرين، أشارت تقارير صحافية قامت بعمليات تقصي الحقائق حول هذه السياسية التركية إلى أن الهدف من وراء التسهيلات التركية لعمليات الهجرة هي إخلاء المناطق الكردية، وخاصة في ظل الحرب الإعلامية الخاصة التي تمارسها بكثافة، من ترهيب المواطنين بعملية عسكرية تركية وشيكة.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، في المناطق المحتلة ـ عفرين ـ تقوم تركيا باتخاذ إجراءات تسهل من جهة خروج السكان الأصليين كأفراد أو عائلات كردية إلى داخل الأراضي التركية، ومن جهة أخرى تمنع بشتى الوسائل العائلات التركمانية من الخروج، ففي ناحية شيه أو شيخ الحديد في عفرين عبرت عدة عوائل كردية وتركمانية الحدود التركية بهدف العمل في تركيا، قامت قوات حرس الحدود بإرجاع عائلة تركمانية وأخرى عربية إلى ناحية شيه، وفي المناطق غير المحتلة، تسهل على المهربين تهريب الشبان الكرد بينما للمفارقة تقوم بتدقيق على الأشخاص ينتمون إلى المكون العربي وخاصة الذين يخرجون من بوابة منبج نحو مدينة إعزاز.
فهذه المخططات التركية لها أبعاد خطيرة على المنطقة والمتمثلة في إضعاف المجتمع الكردي وقواته العسكرية، إحداث عمليات التغيير الديمغرافي المرنة وغير المباشرة، من خلال دخول اليد العمالة الشبابية من المكونات الأخرى إلى المناطق الكردية والاستقرار فيها.