نص البيان:
“ما بين الماضي الحاضر لازالت تلك الثقافة الدموية والسادية قائمة، تُرهب العالم بأفعالها الشنيعة التي يصعب على العقل البشري تصورها أو تقّبل حدوثها.
في الذكرى الرابعة بعد المئة للإبادة الجماعية بحق الشعوب الأرمنية والسريانية –الاشورية، يتجدد معها استنكار وإدانة تلك المجازر التي مهّد لها عبر شحنٍ ديني وقومي لتبدأ في الرابع والعشرين من شهر نيسان عام 1915 بإعدام شخصيات أرمنية في إستنبول لتنطلق معها مسيرة الشقاء والتهجير والاغتصاب وسلب الأموال والأرواح. إجرام الدولة العثمانية بحق أشقائنا كان إرهاب وإجرام دولة بحق شعوب أصيلة تعيش على أرضها وتتعايش بسلام مع باقي المكونات الاجتماعية.
إن المجازر المروّعة التي مورست بحق أشقائنا تُعد بمثابة جرح غائر، تأبى الدولة التركية الوريثة للدولة العثمانية الاعتراف به وتحمُّل تبعاته, وهذا التصرف اللاأخلاقي ليس بجديد على دولة لازالت تُمارس الإرهاب بحق الشعوب التي تعيش على أرضها التاريخية.
وفي الوقت الذي نستنكر وندين فيه هذه المجازر؛ نرى بأنه من الواجب أن تتظافر الجهود والمواقف لتضع حداً لذهنية الإرهاب ورعاته. فنحن من خلال تحالفنا كشعوب بالاستناد الى فلسفة الأمة الديمقراطية استطعنا أن نقف صفاً واحداً في وجه الإرهاب الداعشي الذي يمثل الوجه الآخر للذهنية العثمانية، واستطعنا أن نتجاوز موقع الضحية إلى موقع المدافع عن القيم الإنسانية والحامي لها أيضاً. بهذا الشكل نحن اليوم أبناء شعوب المنطقة من أبناء الديانات والأقوام شكّلنا سداً في وجه الإرهاب وداعميه، وتجاوزنا المؤامرات التي تفرّق بيننا لتضعفنا وتجعلنا منقادين بلا إرادة.
إن ما لحق بإخواننا الأرمن والسريان -الآشوريين وغيرهم من مجازر وإبادات لازالت مستمرة بحق الكرد إلى يومنا هذا؛ ففي شمال كردستان فإن سياسة الإنكار والقمع مستمرة، وفي روج آفا وشمال سوريا احتُلت عفرين ولا زال أردوغان يُهدد باجتياح مناطقنا أيضاً. ومن هنا فإننا في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD نجد أن تحالف حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تمارس سياسة أسلافها من العثمانيين ضد الشعوب، فتدخلها في الشمال والشرق من سوريا، كذلك اقتطاعها لأجزاء من الأراضي السورية مثل الباب، جرابلس وإعزاز وعفرين إضافةً إلى التغيير الديمغرافي الذي أحدثته هناك، وبنائها الجدار الفاصل بين عفرين ومناطق الشهباء لفصلها عن سوريا، لتثبت بأنها ما زالت متمسكة بذهنية الجينوسايد تجاه شعوب المنطقة.
إننا في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ندين ونستنكر جميع سياسات أنقرة التعسفية اللاإنسانية، كما نعلن تضامننا مع الأخوة الأرمن وكافة المضطهدين من قبل الدولة التركية، ولردع هذه الانتهاكات نطالب المجتمع الدولي وكافة المنظمات الحقوقية بتعريف ما قامت به الدولة التركية تجاه الشعب الأرمني والسرياني الآشوري بأنها جينوسايد، وكذلك الضغط على الدولة التركية للكف عن ممارساتها وسياساتها الاحتلالية في المنطقة.
وفي هذه الذكرى الأليمة نجدد عهدنا بالسير على درب أخوّة الشعوب وفلسفة الأمة الديمقراطية، وسد الطريق أمام كل فكر عنصري إقصائي ومجرم يهدف إلى ضرب الشعوب ببعضها”.