منذُ الإعلان عن نيّة التقارب وإعادة تطبيع علاقات أنقرة مع دمشق مطلع آب العام المنصرم، والفصائل التي سلحتها تركيا تعيش حالة من الترقب، حيث تتلاعب تركيا بتلك الفصائل هنا وهناك وفقاً لغاياتها ومصالحها، فترسلهم للقتال تارةً وتتفاوض لتسليمهم لمن قاتلتهم تارةً أخرى.
حيث تطمح هيئة تحرير الشام، وتحسباً للمستقبل إلى فرض نفوذها في المناطق المحتلة من قبل تركيا والفصائل الموالية لها كأمر واقع من خلال سلسلة من الخطوات، خاصة أن مصير بعض مناطق محافظة إدلب لا يزال غير محسوم.
ووفقاً لمصادر إعلامية أخذت هيئة تحرير الشام بالعمل على تقوية أذرعها والفصائل المتحالفة معها، والمنتشرة في كل من عفرين والباب واعزاز، عن طريق دعمها بالسلاح والأموال، وأدخلت أسلحة ثقيلة مكونة من دبابات ومدافع وذخائر إلى منطقة الشيخ حديد التي تسيطر عليها فرقة السلطان سليمان شاه، المتحالفة مع تحرير الشام منذ أشهر طويلة.
ومدت الهيئة فصيل “أحرار الشام – القطاع الشرقي” بالأموال والذخائر، على اعتبار أن هذا التشكيل له انتشار في ريف الباب وصولاً إلى جرابلس، ويسيطر حتى اللحظة على معبر الحمران المخصص لمرور المحروقات من شمال شرقي سوريا إلى شمال غربيّها، بالإضافة إلى دعم مجموعات سابقة كانت ضمن حركة نور الدين الزنكي.
وبالتوازي مع دعم الفصائل الموالية لها، تقوم هيئة تحرير الشام باتباع إستراتيجية أمنية لتفتيت فصائل الجيش الوطني السوري وإضعافها، من خلال إقناع بعض المجموعات المنضوية ضمن فرقة السلطان مراد بالانشقاق، بحجة أن قائد الفرقة وافق على المصالحة مع الحكومة السورية، وتتبع الأمر ذاته مع مجموعات تابعة لفيلق الشام.
وتعتقد الهيئة بأنه يجب عليها إضعاف فصائل الجيش الوطني السوري التي ترتبط بعلاقات طيبة مع الجانب التركي، وبالأخص فرقة السلطان مراد وفيلق الشام، فهي تتخوف من أن يتم اتخاذ قرار بإنهاء نفوذها في شمال غربي سوريا عن طريق تعزيز قوة الفصائل الأخرى، على اعتبار أن هناك توجها لدى ضامني أستانا لمكافحة مختلف التنظيمات المصنفة الإرهابية.