كشف مصدر من داخل أجهزة المخابرات السورية العاملة في القامشلي عن تصاعد الخلافات بين ضباط فرع الأمن العسكري وضباط الأمن الجوي لتصدر المشهد في تحقيق توجهات “دمشق” بما يتعلق بالعبث باستقرار منطقة شمال وشرق سوريا من جانب، والصراع على مناطق النفوذ لفرض المزيد من “الإتاوات” من جانب آخر.
وأكد المصدر الذي فضل عدم ذكره اسمه أن مسؤول الأمن العسكري في القامشلي “حكمت الرفاعي” يتصرف بشكل منفرد، في ملفات و قضايا تحتاج لإجماع كل مسؤولي الأجهزة الأمنية الأخرى في القامشلي والحسكة.
وأضاف المصدر، أن “الرفاعي” يجتمع بين الحين والآخر مع شيوخ ووجهاء بعض العشائر العربية في الحسكة والقامشلي، بهدف بث الفوضى والفتن في منطقة شمال وشرق سوريا، بدون التشاور مع باقي مسؤولي الأجهزة الأمنية.
تصرفات “الرفاعي” أثارت حفيظة مسؤول المخابرات الجوية في القامشلي”أحمد شعبان” والذي اعتبر أن ذلك يدل على تغول الأمن العسكري، وتهميشه لباقي أجهزة المخابرات السورية في القامشلي والحسكة.
وتفاقم الخلاف بين الطرفين مؤخراً نتيجة تهديد “شعبان” لـ”الرفاعي” بفضحه أمام القيادة في “دمشق” كونه “متورط” بقضايا فساد وتقاضي رشاوى وتهريب لمطلوبين أمنيين عبر شبكات خاصة تقوم بإيصالهم إلى خارج الحدود السورية، بحسب المصدر.
ومؤخراً قام عناصر فرع الأمن العسكري بطرد عناصر قوات عسكرية حكومية من عدة قرى بريف ومناطق في القامشلي «القرى الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية وحيي الزنود وطي داخل المدينة» ليحلَّ مكانها الأمن العسكري من خلال نصب حواجز جديدة.
وتهدف الحواجز الجديدة لابتزاز أصحاب السيارات والحافلات التي تقوم بنقل الخضار والبضائع، بشكل يومي، عبر هذه الحواجز، بحسب شهود عيان.
وأشارت مصادر متقاطعة إلى أن المسؤول عن كل هذه الحواجز يدعى المساعد «أبو المجد» الذي يتصدر المشهد في الصراع مع بقية الأجهزة الأمنية، إضافة لكونه يعطي التعليمات والقرارات لبقية العناصر بشكل ارتجالي، وذلك بهدف الاستحواذ على “الإتاوات” من الحواجز، ليتقاسمه هو و”حكمت الرفاعي” وبعض المقربين منهما، بمعزل عن باقي الضباط والعناصر.