تعاني مهجري عفرين المحتلة في شمال غرب سوريا من معاناة متواصلة، حيث يتعرضون للتهجير القسري والحصار المفروض عليهم من قبل الحكومة دمشق والاحتلال التركي. تزداد تلك المعاناة بسبب التدهور في الظروف المعيشية والصحية والأمنية، وظهور أزمة جديدة تتمثل في انقطاع مياه الشرب عن نحو ألفي عائلة في مخيمات ريف حلب الشمالي.وتعاني مناطق ريف حلب الشمالي من الجفاف منذ 4 سنوات، وذلك بسبب شح الأمطار، بالتوازي مع بناء تركيا سدوداً على مجرى نهر قويق الذي ينبع من هضبة عنتاب التركية ويصب جنوب مدينة حلب، مجتازاً نحو 129 كيلومتراً، منها 110 كيلومترات داخل الأراضي السورية. وأدى بناء السدود على الجانب التركي من النهر إلى انخفاض كبير في منسوب المياه داخل الأراضي السورية، إلى أن جف تماماً، الأمر الذي أدى إلى انخفاض منسوب مياه الآبار، وأضر بالزراعات التي كانت قائمة على جانبي النهر.
شددت الشبكة السورية لحقوق الإنسان على ضرورة وقف معاناة هذه العائلات المهجرة والتي تعيش في مخيمات ريف حلب الشمالي، بعد أسابيع من انقطاع مياه الشرب عنها. ناشدت الشبكة الدول المانحة والأمم المتحدة وهيئات الإغاثة الدولية بزيادة التبرعات وتقديم المساعدة العاجلة لمعالجة أزمة المياه بشكل فوري.
حذرت الشبكة من مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة في مخيمات ريف حلب الشمالي، داعية إلى استعادة تخصيص مياه الشرب إلى مستوياتها السابقة وضمان استمرار توصيلها إلى المخيمات. وأعربت عن أسفها لتقليل المساعدات الإنسانية للمهجرين في الوقت نفسه.
من جهتها، أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” بأن المهجرين داخل مخيمات ريف حلب الشمالي يعتمدون على شراء المياه من الآبار الارتوازية، التي تعتبر مصادر غير آمنة للشرب بسبب أسعارها المرتفعة وصعوبة توصيلها بسبب التصعيد العسكري الذي يتم تنفيذه من قبل الاحتلال التركي في تلك المناطق.
يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” قامت في منتصف شباط/فبراير الماضي بتعليق عملياتها في ريف حلب الشمالي بسبب نقص التمويل، مما أدى إلى توقف توصيل المياه الصالحة للشرب من مدينة حلب إلى المخيمات، وهي المناطق الأكثر احتياجاً والأكثر اكتظاظاً بالمهجرين القسرين من عفرين وريفها.