أخبار عاجلة

في الإقليم…اكتم الأفواه لإخفاء عيوب السلطة

لطالما كانت سياسة كتف الأفواه، والتعدي على حرية الأفراد الذين يبدون بأراهم في كل دولة وتحت ظل كل سلطة وافع لا مهرب منه، فقط رأي واحد ومديح للسلطة الواقعة، واخفاء لعيوبها وافعالها التي تؤدي “لهلاك البلاد والعباد” على حساب مصلحة بضع أشخاص فقط.
ولربما كانت الدول العربية، تحصل في كل مرة على المقدمة في هذه الأفعال التي تنتهجها سلطاتهم في قمع الحريات والمفكرين والإعلاميين.
في إقليم كردستان، ذات السياسة والنهج بات أسلوب الحكومة في قمع حريات الأفراد، والالتفاف لاستخدام أساليب في ضرب المعارضين والتهجم عليهم، وخلق حوادث لإبعادهم عن الحياة السياسية، ولطالما كان الصحفيون والإعلاميون في مقدمة من يتم التهجم عليه وقمعهم.
في الفترة الأخيرة كثرت التظاهرات في الإقليم، منها المطالبة بالرواتب وابراز وجهة الثروة الاقتصادية الهائلة التي يتحكم بها آل البرزاني، ومنها المناهضة للاحتلال التركي والتعاون المستمر ما بين الحكومة والاحتلال التركي الذي توغل لعمق الإقليم وانشئ قواعده الاحتلالية فيها.
العديد من الإعلاميين واللذين كتبوا وحتى من غطا منهم تلك التظاهرات والاحتجاجات باتوا وجهة الهجوم الأولى للقوات الأمنية التابعة لحكومة الإقليم، عدداً منهم زجوا في السجون وآخرون تهجم عليهم عناصر أمنيون، وابرحوهم ضرباً إلى جانب مصادرة معداتهم الإعلامية وتكسيرها.
وبحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن متظاهرين ومدافعين عن حقوق الإنسان أن المظاهرات قوبلت برد قاس من قوات الأمن؛ مع استهداف المراسلين الصحافيين بشكل متزايد أيضاً. وأفاد «مركز مترو للدفاع عن حقوق الصحافيين»، في بيان، بأنه «رغم القوانين التي تضمن حقوق الإعلام في الإقليم، فإنه عند اشتداد الأزمات السياسية والاقتصادية، تصب عمليات التضييق على الإعلام إلى حد الخنق». وسجل المركز نفسه 88 انتهاكاً ضد 62 صحافياً ووسيلة إعلام في النصف الأول من 2020، مشيرا إلى أن الضغوط على المراسلين اشتدت منذ منتصف يونيو (حزيران) الماضي.
لكن هذا التهجم في التهجم على الصحفيين لم يكن وليد هذه الاحتجاجات فقط ففي عام 2017 أعلن مركز الدفاع عن حقوق الصحافيين بإقليم كردستان ، المعروف بـ”ميترو”، عن توثيق تسعين انتهاكاً بحق الإعلاميين في الإقليم، خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، وانتقد تصرف السلطات مع الصحافيين.
لذا يبدو ان السلطة والابتعاد عن الواقع المعاش والتحكم بها بات منهج آل البرزاني الوحيد في ابقاء سلطتهم واخفاء كافة عيوبهم في الإقليم الذي يستحوذون على كافة مفاصله، وبداية من التهجم على الصحافة وحرية الرأي .