رجحت هيئة الأرصاد الأميركية، أن تزداد قوة العاصفة الاستوائية “فلورانس” على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وسط توقعات بموسم أعاصير نادر، بسبب “تزامن مدهش”.
ويوضح الباحث والأستاذ في جامعة كولورادو، فيل كلوتزباش، أن عواصف شمال المحيط الهادي أنتجت أكبر مستوى مما يعرف بـ”طاقة الإعصار المتراكمة” خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري.
ولا تحدث الأعاصير في العادة بشكل متزامن في المحيطين، فحين يمور المحيط الهادئ بالعاصفة يكون المحيط الأطلسي هادئا، وفق ما نقلت “إن بي سي نيوز”.
ويضيف الباحث “المثير للاهتمام في الوقت الحالي أن المحيط الهادي ما زال نشطا، لكن الأطلسي نشيط جدا، وهذا أمر غير طبيعي، لقد فوجئت حين وجدت أن المحيطين ينشطان في الوقت نفسه”.
ويشير الباحثون إلى أن هذا التزامن غير المعهود بين المحيطين سُجل في وقت سابق، لكن ذلك كان على نطاق أضيق وفي ظروف مختلفة، ويوضح كلوتزباش أن 9 أعاصير رصدت في المتوسط، بينما لوحظ 15 إعصارا في المحيط الهادي منذ بدء موسمي الأعاصير في المحيطين خلال مايو ويونيو الماضيين.
ويضيف أن طاقة الأعاصير المتراكمة في المحيطين لم تتجاوز المعدل في وقت واحد سوى مرتين، ويتعلق الأمر بعامي 1998 و2016، لكن المستقبل قد يشهد منحى آخر.
ويشير الباحث إلى أن الاحتباس الحراري قد يكون سببا مرجحا في هذه الاضطرابات التي تحصل في الجو، وتنذر بتبعات أكثر خطورة إذا لم يتحرك العالم.
ويؤدي الاحتباس الحراري إلى زيادة طاقة المياه في البحر والمحيط، مما يسفر عن توليد أعاصير مدمرة اجتاح عدد منها الولايات المتحدة خلال هذا الموسم.
وقالت الباحثة في شؤون البيئة والمناخ، كريستي دال، إن هناك صلات مفترضة بين الأعاصير التي تحدث في عالمنا، وارتفاع درجة الحرارة في المحيطات.
وتتوقع الأرصاد أن يتحول الإعصار فلورانس إلى الدرجة الثالثة بحلول يوم الاثنين، بينما تكون منخفض استوائي في الجزء الشرقي من الأطلنطي، وأطلق عليه اسم “هيلين”.
وفي أغسطس الماضي، وصلت قوة الإعصار لين في المنطقة الوسطى من المحيط الهادي إلى الحدود القصوى، ليبلغ الدرجة الخامسة لكنه تراجع إلى عاصفة استوائية مع مرور الوقت.