أخبار عاجلة

إنشاء متحف لـ صور الشهداء… تقديس وتخليد شهداءنا بطرق أكثر حضارية وجمالية

إنشاء متحف لـ صور الشهداء… تقديس وتخليد شهداءنا بطرق أكثر حضارية وجمالية
حين اتخذت مؤسسات ومجالس عوائل الشهداء قراراً بتعليق صور شهدائنا الخالدين في كافة الشوارع والساحات العامة، لاستذكارهم وتخليدهم كان الأمر مرحباً به باعتبار الغاية هي تقديس وتخليد هؤلاء الأبطال الذين بفضل دمائهم تحررت مدننا من الإرهاب…. ولكن للأسف الأمر باتت له جوانب أخرى مع مرور الوقت حيث بتنا نشاهد يومياً صور هؤلاء الخالدين وهي ممزقة ومهترئة أو محت أشعة الشمس الحارقة ألوانها وشوهت شكل الصور، الأمر الذي بات يشعرنا بالضيق عندما نشاهد حالة من نقدسهم بهذا الشكل في الشوارع، وأصبح الوضع معكوساً، فبدلاً من أن تعليق صورهم في الشوارع كانت لتقديسهم أصبح الحال وكأننا ننقص من قدسيتهم بهذه الصور التي باتت مشوهة.

 

قد يكون السبب هي الظروف الجوية وعدم تبديل هذه الصور لفترات طويلة، لكن الوضع لن يختلف كثيراً حتى لو تم تبديلها كل فترة، لأن الصور في الطرقات والأماكن المكشوفة ستكون مصيرها هذه الحالة المخجلة في النهاية… لذا يجب أن نفكر بطرق جديدة لنحافظ على قداسة شهدائنا، فكل دول العالم قدمت آلاف وملايين الشهداء لتحرير أوطانها والكل يقدس ويخلد شهدائه بطريقته، ولكن بعض الطرق قد تعطي نتائج عكس ما نتمناه، لذا يجب على مجلس عوائل الشهداء البحث عن طرق جديدة تحفظ قيمة صورة الشهيد.
وهنا يمكننا أن نقدم اقتراحات بديلة عن السابقة، ومنها مثلاً إنشاء “متحف الشهداء” وذلك بإنشاء صالة كبيرة إما في مزارات الشهداء أو أماكن أخرى في المدن والنواحي تعلق فيها كافة صور شهداء تلك المدينة أو المنطقة أو الناحية، وتكون الصور موضوعة في إطارات جميلة ويمكن حتى كتابة لمحة عن حياة كل شهيد تحت صورته حتى يتم تخليده جيلاً بعد جيل… وذلك بدلاً من آلاف الصور الممزقة والموزعة في الشوارع والتي محت الشمس ألوانها ولم يعد أحد يستطيع معرفة هوية ذلك الشهيد أو قراءة اسمه.
أو يمكن إنشاء لوحات ضخمة مزودة بالأضواء على مداخل ومخارج المدن وجمع صور كافة الشهداء فيها من الطرفين، وهكذا يمكن لكافة الزائرين التعرف على كافة شهداء هذه المدينة بسهولة دفعة واحدة، بدلاً من توزيع الصور بشكل عشوائي في كافة الشوارع والأحياء، وبهذه الطريقة يمكن استبدال الصور في هذه اللوحة الضخمة بكل سهولة كلما تأثرت بالظروف الجوية، وبأقل جهد وأقل تكلفة.
فقدسية الشهيد هي أولا وأخيراً في قلوبنا وخالدة في أرواحنا ولا يكون التقديس فقط في الشوارع، لذا علينا أن نشارك معاً في تخليد شهدائناً بأساليب أكثر حضارة وجمالية.