التقليد الأعـ.ـمى باب ورطـ.ـة الهـ.ـجرة

وبينما كانت أبواق دوائر الحرب الخاصة تروّج ضد للهجرة، فتحت كل من تركيا وإقليم جنوب كردستان أكثر من غيرها من الدول أبوابها أمام مئات الآلاف من اللاجئين منذ بداية اندلاع الأزمة السورية، وأسست المخيمات التي باتت اليوم تضاهي المدن من حيث المساحة والكثافة السكانية.

ولعل التقليد الاجتماعي ( أي التأثر بالغير وتقليدهم أو التشبه بهم) كان السبب الأساسي الذي دفع إلى الهجرة بهذه الوتيرة العالية، خاصة وما لا شك فيه أنه في المجتمعات النامية والتي تنتمي إليها معظم بلداننا الشرق أوسطية، دائماً ما تكون ثقافة التقليد الأعمى هي الطاغية.

ولأن أقاربهم قد اختاروا الهجرة، أقدم الكثيرون من اللاجئين على الهجرة، ليتورطوا هناك بظروف تمحي ثقافتهم وتجعلهم روبوتات وعبدة للعمل، هذا إن سمحت لهم دائرة الأجانب في المنطقة التي لجأوا إليها بالعمل.

لا سيما وأن الدول الأوربية تضع تحديات عديدة أمام اللاجئين حتى يدخلوا سوق العمل، بدءاً من قاعدة “فحص الأولوية” حيث إذا وُجد شخص من الاتحاد الأوروبي مستعد للقيام بتلك الوظيفة لا تسمح للاجئ العمل فيها، وأغلب اللاجئين لا يتسنى لهم العمل إلا في أعمال ووظائف ما كانوا يرضون بها في وطنهم، وأغلب هذه الأشغال لا تناسب كفاءاتهم ومؤهلاتهم، لذلك يندم الكثير منهم على اختيار طريق الهجرة.

هذا فضلاً عن أن الخدمات التي تقدم لهم لا تكاد تكفي مأكلهم وملبسهم.

ناهيك عن حرمانهم من حياتهم الاجتماعية بسبب الانشغال الدائم ومحاولة الدولة المضيفة إدماج اللاجئ وصهره وفصله عن ثقافته الأصلية وتاريخه.