أخبار عاجلة

العلاقة السعودية – الصينية والنـ.ــظام العالمي

كتب الدكتور عبدالله عبد المحسن الفرج:
الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة، والقمم الثلاث التي عقدت أثناءها تعتبر غير عادية من حيث التوقيت، والهدف، والنتائج التي تمخضت عنها، فهذه الزيارة جاءت لتؤسس لمرحلة جديدة ليس فقط للعلاقات بين البلدين وإنما للعلاقات الدولية والنظام العالمي.
وبادئ ذي بدء تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة والفعاليات التي رافقتها جاءت لتؤكد الدور الريادي الذي تضطلع به المملكة، وتحولها إلى مركز إقليمي وعالمي يعتد به.
إن التفاعل السعودي – الصيني أتي أولاً: والنظام العالمي يعيش مرحلة انتقالية، أهم معالمها السباق المحموم بين الدول الكبرى من أجل الوصول إلى خط النهاية، وإعلان المنتصر – المنتصرين في هذا السباق الحضاري والاقتصادي والعلمي والعسكري والتكنولوجي، وذلك من أجل تزعم النظام العالمي الأخذ في التكون.
ثانياً: توقيت الزيارة جاء في مرحلة مفصلية للنظام العالمي الذي يعيش مرحلة صيرورة سوف يتشكل على أساسها نظام عالمي جديد، قائم على أسس ومبادئ مختلفة، وذلك بالاعتماد على ما سوف يتمخض عنه السباق المشار إليه، ولذلك فالبلدان المتسابقة تحاول حشد كل ما لديها من إمكانات للإسراع في عملية التحول هذه.
وعلى هذا الأساس ثالثاً: فإن هذه الزيارة تستهدف رص الصفوف، وضمن هذا جاءت القمم الثلاث: السعودية – الصينية، والصينية – الخليجية، والصينية – العربية التي أعدت لها المملكة وهيأت الأجواء من أجل الاتفاق على المبادئ المشتركة، أو بالأصح الأسس التي سوف يبنى عليها النظام العالمي الذي سوف يتشكل خلال الفترة القادمة.
رابعاً: تمخضت عن هذه الزيارة عن نتائج مذهلة، وأكتفي هنا فقط بالإشارة إلى ما ذكره ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، إلى أن المملكة سوف تنسق في المستقبل مواقفها السياسية مع الصين، الأمر الذي يعني أن المملكة تسير باتجاه تطوير الشراكة الاستراتيجية مع الصين إلى تحالف استراتيجي، وهذا يعني من ضمن ما يعني أن المملكة تخطط مع حلفائها وشركائها لإقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب تتحالف ضمنه المملكة استراتيجياً مع العديد من الدول الرائدة وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين.
وهذا يؤكده توجه المملكة للانضمام إلى مجموعة بريكس التي تضم الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا جنباً إلى جنب مع مجموعة العشرين، فمجموعة بريكس يتخطى ناتجها المحلي الإجمالي اليوم ما تنتجه مجموعة السبعG7. وهذا في ظل التحول الرقمي، يعني أن هناك حراكا تكتونيا وتحولات جذرية، سوف يتمخض عنها ولادة مجموعة من “الدول الكبرى الجديدة” التي تضم بين صفوفها المملكة، والتي سوف ترسم معالم الاستقرار الاقتصادي والمالي في العالم الذي يقف على عتبة الانهيار مثلما نرى.

المصدر: إيلاف