يعتبر الإعلام سلاحاً قوياً يتم استخدامه وبخاصة في الوقت الحالي وفي الوضع الراهن، حيث تعتمد الكثير من الأطراف على سياسة إعلامية خاصة أولئك الذين يحاولون إخفاء الحقائق وتقديم مشروعهم بعكس ما هو في الباطن، اعتماد الكثير من القوى على الإعلام كسلاح نابع من أهميته ودوره. لقد تعرض شعبنا لحملات إعلامية شرسة مع بداية حالة التنظيم الذاتي في شمال وشرق سوريا، حاولت المخططات المذكورة تقديم مشروعنا على إنه عكس ما ننادي به، أطلقت حملات التشويه وخاضت ضدنا مخططات خاصة كان هدفها تجريد الحقيقة ومنع تطور الحالة الموجودة على الأرض.
نؤمن بأن الإعلام له دور في رصد الحقيقة. لذا؛ أولينا الاهتمام به ولكن خبرة القوى المعارضة ضد مشروعنا ولأنها ترتكز على أكاذيب وتلفيقات سبق وأن جربتها واستولت من خلالها على عقول وأذهان البعض كانت هي الأقوى (هنا لا نبرر إنما نشخّص). تجربتنا الحديثة في الإدارة والإعلام وإن كان عمرها قصيراً إلا إننا نثمن ما تم تقديمه خلال الفترة التي مضت. لكن؛ تطلعاتنا لا تقف عند حدود معينة ولا عند نهاية إفشال مشروع معين مضاد، حقيقة الاستهداف تتطور دوماً بحسب التبدلات والمتغيرات وما نحتاجه دوماً هو متابعة وتطوير ومواكبة، الجانب الأهم هو انفتاحنا على النقد وتقبله ومحاولة جعله الطريق السهل نحو النجاح مع التدقيق الكبير، نحتاج لكل الآراء والرؤى كافة وأن عزمنا على النجاح لن يكون دون سماع الآراء وتقبلها ولا بد لنا من أن نؤمن بأن عملنا واستمرارنا فيه يعني أننا قد نقع في أخطاء والنقد هو إنقاذ لنا. لذا؛ علينا التفكير بهذا المنطق لا المنطق الذي يؤمن بالموت على المذبحة دون الإنقاذ من خلال النقد.
من أجل تطوير الحالة الإعلامية وصناعة رؤية إعلامية تواكب حالة مشروعنا الديمقراطي ونوعيته وملائمته علينا التحلي بآفاق واسعة لمشروعنا كونه الحل للمعضلات التي تجّذرت في المنطقة وعلى وجه الخصوص مشروع الأمة الديمقراطية السبيل الأضمن نحو خلاص أكيد لكل المشاكل التي تسببت نتيجة تداخل السلطة والمال والاحتكار والصهر الثقافي والتاريخي وانزياحات الانتماء التي نجحت في البعض منها الدولة كمفهوم والسلطات الموجودة التي تعكسها يجعلنا ندفع بثقة، لذا نحتاج إلى أن نتعامل مع النقد بمنطق التطوير وبخاصة النقد البّناء، أن نتعامل مع ما يتم وروده إلينا بخاصة من الذين هم خارج المنطقة والذين ينظرون إلينا بعين أخرى بروح عالية من التقبل، نحن نعيش في ثورة حقيقة وهذه الثورة في داخلها تفاعلات كثيرة لأننا نريد تغيير ما تآكل وبلغ نصيبه من الصدأ.
عملية التجديد والتغيير لن تكون خاصة في المجال الإعلامي دون أن ننفتح على كل الآراء، تظهر أخطاء من البعض ممن هم حريصون على هذه الثورة وعلى شهدائها وعلى مكتسباتها لكن الحفاظ الأكمل يكون من خلال تطويرها وليس منع سماع الآراء ومنع تقبل النقد، لدينا مؤهلات كافية لنميز بين النقد البنّاء والنقد المشوه؛ فلماذا نقع في أخطاء ولدينا حقائق ووقائع، تعاملنا مع ما هو صحيح وإن كان التلافي أو التدارك يكون السبيل نحو التطوير دوماً، في الحفاظ على ما تم إنجازه أتحدث، أما مقابل ذلك؛ فإننا نحتاج كذلك لعدم التصرف برّدة فعل، من يطرح النقد عليه تقبل النقد، ويظهر الوعي بشكل كبير في تقبلنا للنقد غير الصحيح ومن ثم العمل على تصحيحه من خلال النقاش والحوار، من ينقد يريد التصحيح فلماذا لا نصحح ما يورد إلينا وإن كان خطأ إذاً؟؟ نحن نحمل مشروعاً ريادياً، الأولى بنا أن نتمم بعض ونتدارك أخطاءنا بالنقد والتطوير، التراشق في هذا الوقت ليس مناسباً أكثر من أي وقت مضى، وعينا يقودنا إلى التقدم وحوارنا الوطني المسؤول يحقق لنا التأثير والثقل. علينا كذلك التعامل مع التطوير الذي يجب البحث عنه على الدوام أنه في أساسه المتين يعتمد على تقبل النقد ومتابعة التطورات وأن نتجرد بقدر حبنا للحفاظ على ثورتنا ومكتسباتنا من العقلية الضيقة أو المحدودة في التعامل مع الوارد دوماً من النقد. لدينا من الحقائق الكثير ما يجعلنا أقوياء في مواجهة أية مواقف. لكن؛ ذلك لا يمنع من أن نتناول الرؤى التي تأتي بحكم إنها تريد دعمنا في النجاح، الإعلام يعني المهنية، يعني الأخلاق والحقيقة، حيث المهنية تقتضي البحث الدائم عن التطوير وتقديم أطروحات الإيصال الصحيح للمادة، والأخلاق يعني المسؤولية في ذلك والتعامل السليم مع الوقائع دون إضافة شوائب يمكن أن تخلق تشويشاً عن الحقيقة، أما الحقيقة فهي ما يجب أن نوضحها دوماً ولا نتمسك بشيء ونقدمه على أنه الحقيقة مع إخفاء الجزئيات الهامة فيها، في كل هذه الأمور تقبل النقد إجراء طبيعي وعامل مساعد لتحقيق النجاح دوماً، نتطور بحجم انفتاحنا على التطور، أما الانعزال والإصرار على الرأي دون التفكير فيه بعمق فيضيق من آفاق النجاح ويحد من جوانب الإبداع دون شك .
( آلدار خليل)