قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية في بلاده يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مد جسور التقارب مع الحكومة السورية التي لم يدخر جهداً في وصف رئيسها بشار الأسد بالمجرم مراراً.
بعد تهاوي شعبيته في الداخل التركي واتحاد معارضته واستخدام ملف اللاجئين ضده، لجأ أردوغان مضطراً إلى طلب التقارب من الحكومة السورية، برعاية روسيا، شريكته في آستانة وسوتشي وداعمة الحكومة السورية على حد سواء.
أول لقاء في مسار التقارب عقد في 28 كانون الأول 2022 بين وزراء دفاع الأطراف الثلاث (تركيا، روسيا، الحكومة السورية) في العاصمة الروسية موسكو.
لإكمال هذا المسار الذي لا يخدم سوى أنقرة وموسكو، بحسب مراقبين، فقد أختار أردوغان التضحية بالمعارضة السورية المتمثلة بـ “الائتلاف السوري” والفصائل الموالية لتركيا من “الجيش الوطني” و “الجيش الحر” سابقاً.
هذا ولطالما استخدم أردوغان المعارضة والفصائل السورية، وجعلهم مطيّة لتحقيق أجنداته ومصالحه في بلادهم سوريا.
وفي مثال ليس ببعيد، عقدت تركيا صفقة باعت فيها المعارضة السورية في غوطة دمشق إلى الحكومة السورية وروسيا مقابل احتلال عفرين في عام 2018، وتركتهم يواجهون مصيرهم في درعا ويخضعون لـ “التسويات” ، وزجت بهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل كما في ليبيا وأذربيجان.
وهذه المرة يذهب أردوغان للتضحية بالمعارضة التي استخدمها كبيادق لسنوات ضد الحكومة السورية، فقط للتقارب مع هذه الحكومة، حيث يجد في هذا التقارب وسيلة لضمان بقائه وحزبه في السلطة لمدة خمس سنوات أخرى. وفقاً لمراقبين.