شمال وشرق سوريا- #محلي- مع قدوم فصل الشتاء؛ يعيش أبناء مدينة رأس العين المحتلة القاطنين في مخيمي واشو كاني وسري كانيه قرب مدينة الحسكة معاناة حقيقية.
هذين المخيمين الذي يقطن فيهما الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ، يواجه قاطنوهما برد الشتاء القارس كل عام في ظل ظروفٍ إنسانية صعبة، مسلوبين من أبسط حقوقهم بعيش حياة حرة كريمة، وكل ذلك يعود إلى الهجوم التركي واحتلاله والفصائل الموالية له مدينة رأس العين، التي كانت مزيجاً من مكونات عديدة متعايشة مع بعضها البعض، حيث كانوا يعيشون حياة آمنة بعيدة عن الألم والمعاناة التي باتت الآن مسيطرة على حياتهم ضمن المخيم.
المخيمان تتكفل بهما الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بالرغم من إمكانياتها المحدودة تقوم بتقديم ما أمكنها من حاجيات ضرورية ومستلزمات للأهالي،.
لكن هناك ما لا يتم تأمينه كون الإدارة لا يمكنها تقديم كل شيء لهذا العدد الذي لا تستوعبه إمكانياتها القليلة المتاحة، ناهيك عن المخيمات الأخرى التي تديرها الإدارة الذاتية وتتكفل بتقديم المستلزمات الضرورية والأساسية للأهالي، الذين يواجهون كافة أشكال القهر والمعاناة، من ألم الاحتلال ومغادرة منازلهم، وأيضاً ما نتج عن الاحتلال من آلام التهجير القسري والهروب من القصف والانتهاكات التي طالت الأهالي، حيث أنها لم تفرق بين كردي أو عربي، كبير أو صغير، رجل أم امرأة.
يتم تقديم ما أمكن للأهالي المهجرين لكن لا يزالون بحاجة إلى الكثير.
وعند سؤالهم عمّا ينقصهم في المخيمين كانت الإجابات تدور حول “مادة المازوت” التي هي من الحاجيات الأساسية في ظل الشتاء الذي لا ترحم برودته الأطفال ولا يفرق بين خيمة أو بيت.
وكذلك الصرف الصحي إذ كانت المشكلة الأبرز التي تحدث عنها الأهالي ضمن المخيمين، إضافة إلى الكثير من المتطلبات الأخرى التي لا يمكن غض النظر عنها، حيث طالب النازحون بتأمين حاجياتهم وأهمها توفير الأدوية اللازمة، وكذلك حل مشاكل الصرف الصحي والشوارع التي تغرق بالأمطار في الشتاء وتتسبب في دخول الأمطار إلى خيمهم التي باتت المكان الوحيد الذي يؤوي الأهالي وأطفالهم بعد تهجيرهم من منازلهم في رأس العين والقرى المحيطة بها إثر قصف الدولة التركية وانتهاكات الفصائل الموالية لها.
جدير بالذكر أنه؛ بحسب الوكالات الإنسانية، ورغم الاختبارات المنتظمة لنوعية المياه، أدى سوء الصرف الصحي والنظافة في المخيمين إلى الإصابة بالعشرات من حالات الحصبة والجدري والليشمانيا في شهر نيسان الماضي وحده. كما تم الإبلاغ عن الكوليرا أيضاً، والإصابات بحصى بالكلى والمرارة جرّاء الإفراط في معالجة المياه بالكلور, فيما لا تقوم المنظمات العاملة في عموم مناطق شمال وشرق سوريا بمشاريع ذات جدوى؛ تؤمن للمهجرين أبسط مقومات الحياة؛ بل تكتفي ببعض الأنشطة التوعوية في هذا المخيم أو ذلك.