بروح نوروز ومقاومة شعبنا سيتحقق النصر في إيمرالي وعفرين

آلدار خليل –
إن ما يمّر علينا اليوم في الجانب المُتعلق بالعِداء المفرط من قبل القوى المتسلطة والمناهضة لتطلعات الشعوب حيث يتم ممارسة أبشع أشكال وسياسات الإنكار والفناء والتجريد من الهوية التاريخية وذلك ليس بجديد؛ الممارسات المذكورة امتداد لكل أشكال الظلم التي تمحورت تاريخياً وتطورت ضد أبناء وشعوب ميزوبوتاميا قبل أكثر من ٢٦٣١ عام؛ مع التأكيد على إن الممارسات العدائية والظلم قد تواجدت قبل ذلك بحقبة طويلة. لكن؛ اليوم الذي توحدت فيه الشعوب والأقوام آنذاك في يوم النوروز ووقفت ضد الاستبداد وانتصرت عليه كان منعطفاً تاريخياً لا زال إحياءه يعطي معاني تلك المرحلة من ناحيتي شكل المقاومة والانتصار والظلم الممارس دون شك.
وحدة الشعوب التي أدت إلى ذلك النصر التاريخي وبالتحديد القبائل الميدية على أباطرة وملوك الاستبداد من الدول (الإمبراطوريات) المؤسسة آنذاك؛ تتشابه بكل أشكالها مع واقع اليوم الذي نعيشه في شمال وشرق سوريا؛ حينما نتحدث عن تلك الدول بغض النظر عن مسمياتها التي كانت تمثل ذاتها بطبقة واحدة وليست ممثلة للشعوب التي تواجدت آنذاك ولا تزال تلعب دورها الحضاري في المنطقة كالشعب الآشوري- الكلداني؛ فإن ذلك يعني تماماً ممارسات دول اليوم والتي لا تمثل الشعوب؛ كونها بعيدة عن طموحاتها، فالممارسات في تلك المرحلة هي ذاتها؛ وكذلك الوحدة والتكاتف الذي نعيشه اليوم تحت إيمان مكونات منطقتنا بالأمة الديمقراطية تعبير دقيق عن الوحدة التي تأسست ضد الأشكال المستبدة آنذاك؛ ما يؤكد وعلى الدوام بأن وحدة الشعوب ضد الظلم ضمانة للنصر وإنهاء للظلم والاستبداد والطغيان.
مقاومة نوروز التي نستمد من روحها اليوم مقاومتنا بمختلف انتماءاتنا؛ تحقق النصر التاريخي في المنطقة وتعبّر عن حقيقة المقاومة ذاتها التي أُبديت ضد أزدهاق أو الضحاك بوحدة الشعوب على يد كيخسرو (كاوا الحداد) حفيد دياكو (مؤسس الإمبراطورية الميدية)، حيث يقود شعبنا اليوم وبمقاومته للإرهاب ولكل أشكال الإنكار والسياسات المعادية لتطلعاته المشروعة النضال ذاته اليوم في الباغوز؛ كما قاده في عموم شمال وشرق سوريا منذ سنوات.
انتصار فكر وفلسفة الأمة الديمقراطية يعني إن النهج المقاوم لا يمكن أن ينتهي مهما حاولت القوى المقابلة (المعادية) وبكل أساليبها النيل منه؛ في الحقيقة دفاع مكونات شعوبنا ووحدته هو إحياء للمقاومة التاريخية التي أبدتها شعوب المنطقة في مختلف المراحل وبكل الأشكال؛ بهذا النهج يمكن اعتبار النصر المتحقق هو الطريق نحو مجمل القضايا التي لا تزال تتوحد عليها القوى المعادية ضد النهج المقاوم وتحاول الانتقام منه تماماً كما الحال في عفرين اليوم وشكل العزلة المفروضة على القائد أوجلان بحيث في المكان الذي ينتصر فيه المقاومون تحاول تلك القوى النيل من هزيمتها في مواقع وجغرافيات أخرى.
الانتصارات التي تتم اليوم تنبع كذلك من وحدة القرار ووحدة المصير التي التقت عليه شعوب المنطقة، الإيمان هذا كافٍ لتحقيق النصر في مواضع أخرى؛ فكما الانتصار على الإرهاب ومخططات العزل والنفي والتجريد نابعة من المقاومة الشعبية منذ آلاف السنوات؛ فإن النصر في باقي المواضع سيكون نابعاً حتماً وامتداداً لانتصارات اليوم، انتصرنا في الباغوز كما انتصرنا في كوباني؛ وسننتصر في عفرين كما انتصرنا في الباغوز وكما أسفرت حملة الإضراب المفتوح للمناضلة ليلى كوفن والمتضامنين معها في تسليط الضوء ووضع ملف العزلة المفروضة على إيمرالي ضمن جدول عمل القوى والأطراف؛ فإن تلك المقاومة ستكون طريقاً نحو كسر العزلة؛ ما يؤكد لنا بأن المقاومة تعني النصر، المقاومة التي تنبعث من روح نوروز وكوباني والباغوز وتتوّج بتحرير عفرين الجريحة.