تتصاعد عمليات بناء المستوطنات في عفرين المحتلة من خلال الجمعيات العاملة باسم الإنسانية في المدنية، وهذه الجمعيات هي: جمعية أجنادين فلسطين، جمعية شام الخيرية، مؤسسة الرسالة الإخوانية، جمعية العيش بكرامة – فلسطين 48، جمعية سخاء، منظمة يد بيد، منظمة سوريا ياردم، والمستوطنات التي تم بنائها حتى الآن هي مستوطنة القرية القطرية (2)، مستوطنة بسمة (2)، مستوطنة أم طوبا فلسطين، وكل هذه الجمعيات ذات دعم فلسطيني إخواني، وقد ناشدت مؤخراً جمعية “العيش بكرامة” عبر صفحتها في الفيس بوك بتقديم التبرعات المالّية بغية تمويل بناء مجمع سكنيّ للاجئين العرب في مستوطنة “بسمة”، وهذه الجمعية الخيريّة الإسرائيلية العربيّة – الفلسطينية هي أحد مكنات أرخبيل كبير من المنظمات الإسلاميّة المشاركة في مشروع إعادة توطين اللاجئين العرب في عفرين.
ومن بين تلك المنظمات غير الحكومية، منظمة الأيادي البيضاء التي تتعاون معها “العيش بكرامة” عن كثب. هذه المجموعة التي تأسست في عام 2013، وفقاً لموقعها على الإنترنت.
يُذكر أنّ جمعية “الأيادي البيضاء” والتي تعرف عن نفسها بأنها جمعية خيرية، تأسست عام 2013، وهي عضو في اتحاد المنظمات الأهلية الإسلاميّة والتي تتخذ من إسطنبول مقراً لها، وتشكل مرجعية لكلّ الجمعيات ذات الخلفية الإخوانية وتنظم تمويل مشاريع الإغاثة والإسكان التي تنفذها أنقرة وفق أجندتها السياسيّة.
وتزعم الجمعية أن الاستقلال السياسيّ الذي تحظى به “الأيادي البيضاء” سمح لها بجمع وتوزيع المساعدات وتقديم الخدمات لكل المحتاجين في الداخل السوري دون تمييز، إلا أنها واقعياً تحصر أعمالها في خدمة الحواضن الإخوانية في المناطق المحتلة، وتقيم مشاريعها على أراضٍ محتلة ومستولى عليها بالقوة من أصحابها، لتكون الجمعية عملياً أداة أنقرة في التغيير الديمغرافيّ.
تتلقى جمعية الأيادي البيضاء الدعم من جمعيات ذاتِ توجه إخوانيّ أيضاً، ولديها 45 شريك تدعم مشاريعها، ومنها: جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية الكويتية، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في دولة الكويت، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، رحماء بينهم القطرية، بيت الزكاة الكويتي، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، جمعية الإصلاح ولجنة الأعمال الخيرية البحرينية، جمعية النجاة الخيرية الكويتية، حملة لشامنا ذخر وسند الكويتية، مؤسسة الرحمة الدولية وقطر الخيرية التي تتخذ من قطر مقراً لها.
في ذات السياق، أعلنت جمعية العيش بكرامة- فلسطين 48 يوم السبت 11/3/2023، عبر صفحتها على شبكة التواصل الاجتماعي، عن إطلاق مشروع بناء مسـ.ـتوطنـ.ـة جديدة وهي عبارة عن قرية سكنية مكوّنة من 100 منزل لعائلات الأيتام والأرامل حسب زعمهم، وذلك في مدينة عفرين المـ.ـحـ.ـتلـة، على مساحة عشر دنمات من الأراضي التي استولوا عليها، وكل منزل مساحتها 40 م٢ ، تكلفة كلّ بيت 6700 شيكل اي ما يعادل تقريبا 2000 دولار أمريكي ويشمل( غرفتين -وحمّام -ومطبخ -كهرباء بالطاقة الشمسية -ومياه -ساحه خارجيه). هذا وقد أعلنت الجمعية عن رقم حساب مصرفي للجمعية بالإضافة لرقم البنك ورقم الفرع البنكي وكلها بأحرف اسرائيلية، ويستغل الاحـ.ـتـ.ـلال التركي بالتعاون مع منظمات إخوانية تدعيات الزلزال الاخير الذي ضرب المنطقة لبناء المزيد من المسـ.ـتوطنـ.ـات في مدينة عفرين المحتلة بهدف استكمال التغير الديموغرافي التي بدأها الاحـ.ـتـ.ـلال التركي منذ أحـ.ـتـ.ـلالها لمدينة عفرين. هذا وقد سبق أن قامت تلك الجمعية الفلسطينية بعرب 48 ببناء مسـ.ـتوطنـ.ـة باسم “بسمة” في قرية شاديره بالتعاون مع منظمة “الأيادي البيضاء” الإخوانية وذلك تحت إشراف الاحـ.ـتـ.ـلال التركي.
وتداولت العديد من التقارير الإعلامية بتكثيف عدد المستوطنات في عفرين يأتي بالتزامن مع ما تشهده فلسطين من هجمات إسرائيلية، وهذا ما لا يتركه أردوغان للتدخل وفق سياسته وغاياته، فيأتي بالعوائل الفلسطينية ويوطنها داخل المستوطنات في عفرين المحتلة، في سبيل تغيير ديمغرافية المدن السورية وتركيبتها السكانية وخاصة عفرين ذات الغالبية الكردية، فأينما تواجد الكرد وجدت مخططات الاحتلال التركي الإجرامية والمنتهكة لحقوق الإنسان، كل ذلك يتم على مرأى ومسمع المنظمات الحقوقية والإنسانية دون الإدلاء بأي بيان مندد بانتهاكات وممارسات الاحتلال بحق الشعب الأعزل في عفرين.