مصطفى عبدو
هناك تصريحات من بعض المسؤولين (اللامعين) تثير أحياناً غصة في النفس كما في الحلق.
قدم السيد ستيفان دي مستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا تقريراً بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا بتاريخ 27/6/2018 وذلك خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي، وكان تقريره لا يتضمن سوى قلقه حيال المدنيين في جنوب سوريا وما يجري في درعا خصوصاً؛ مشدداً بأنه يجب أن لا يتكرر ما حدث في الغوطة وفي حلب، ملفتاً في الوقت ذاته على مخرجات سوتشي المتعلقة بتشكيل لجنة دستورية ودعم الدول (ضامني) سوتشي.”.
وباستقراء سريع لتصريح دي مستورا نستشف الإجابة؛ فالمذكور لا ينظر إلاّ بمنظارٍ واحد إلى القضايا المرتبطة بالأزمة السوري،
وموقف المبعوث الخاص الذي يستنفر المؤسسة الدولية من أجل أمن جنوب سوريا إلا أن السيد دي مستورا لاذ بالصمت تجاه ما ارتكبته تركيا من مجازر ونهب وسرقة في حق المواطنين في عفرين وجرابلس وغيرها من المدن في شمال سوريا أمام مرأى وأعين المجتمع الدولي.
خيبة أمل ما بعدها خيبة لدى شريحة كبرى من الشعب السوري(الكردي) من تصريحات هذا الشخص الذي علق عليه كل الشعب السوري آماله، وينتظر منه أن يكون صاحب مبادرة خلاقة ,ولكن يبدو عليه أنه لا ينظر إلاّ بمنظارٍ التمييز بين مكونات الشعب السوري فبماذا يفرق الجنوب عن الشمال السوري ؟ ولماذا بقي دي مستورا صامتاً حيال الاعتداءات التركية التي ارتكبت في الماضي والتي تجددت نشاطها في عفرين ولم يأت قط على ذكر أوضاع النازحين منها؟ لم يكن بمقدور صاحبنا دي مستورا أن يتخذ موقفاً حازماً في مواجهة هذا الإرهاب والإجرام التركي ومرتزقته.
نحن اليوم معنيون بإدانة هذا السلوك وهذا التصرف غير المبرر سواء أكان من المبعوثين الدوليين أو من المؤسسة الدولية أو من الناطقين باسمها الذين عليهم دائماً أن يقوموا بدورهم تجاه قضايا الشعوب المظلومة والمضطهدة دون الكيل بمكيالين.
احتلال عفرين مستمر ونازحوها يتعرضون لأقسى أنواع الإهانة ويفتقدون أبسط مقومات الحياة ومع ذلك لم نسمع بأن المبعوث الدولي اتخذ موقفاً واضحاً وجريئاً لإدانة هذا السلوك اللا اخلاقي بينما ينصبُّ جلَّ اهتمامه بالبحث عن أي زاوية أخرى ليطلق بحقها موقفاً معيناً في هذا الاتجاه أو ذاك”.
عفواً دي مستورا، أن تقريرك أثار سخط وسخرية شعبنا.
شعبنا الذي كان يقلق لقلق بان كي مون ويقلق عندما كان يتأخر قلقه ها أنت ذا تثير شعبنا بقلق من نوع آخر.
صديقي الساخر والساخط على التقرير الذي قدمه دي مستورا قال لي بالحرف الواحد: يبدو أن سكان درعا أطعموا السيد “ديمس ” “ثرود ” حوراني وأن أهالي عفرين لم يعيروه اهتماماً ولم يشربوه سوى زيت الزيتون وهذا ما أثار حفيظته.
“صباح الخير سيد ديمستورا، ما آخر أخبار الأزمة السورية؟ ألم تنتهي مهمتك في سوريا بعد؟ أم أنك بانتظار الضوء الأخضر من أصحابك الأتراك؟