أعلن حزب اللواء السوري العامل في السويداء السورية عن تطبيق خطوات فعلية على طريق تطبيق نظام الإدارة الذاتية في السويداء وعموم الجنوب السوري.
وأشار مالك أبو الخير، في تصريح لوكالة “هاوار” للأنباء، بأن “المؤسسات الحكومية لم تعد لها القدرة على تخديم المجتمع في ظل الفساد الكبير المنتشر فيها، وواقع الخدمات في أدنى مستوى له منذ عقود”.
ومن الناحية الأمنية، قال أبو الخير، “تحول كل فرع أمني في كل من السويداء ودرعا إلى عصابات تمارس الخطف والسلب والنهب وتجارة المخدرات، حيث وصل الفلتان الأمني لمراحل خطيرة”.
وفيما يخص الواقع المعيشي قال: “يمكننا اختصار المشهد بأن الجنوب السوري دون أي رعاية اقتصادية أو مشاريع اقتصادية تساهم في وقف نزيف الهجرة نتيجة تراجع الواقع المعيشي والاقتصادي، في حين نجد الإهمال يتزايد في واقع الزراعة، ما دفع الفلاحين إلى بيع أراضيهم”.
وشدد أبو الخير على أنه “بات لازماً علينا العمل سياسياً واجتماعياً واقتصادياً للنهوض بواقع البلاد وطرح مفهوم الإدارة الذاتية الذي يساهم في إعادة بناء المجتمع من جديد”.
وخلال تصريحه للوكالة، أفاد السياسي بأنهم يعملون وفق مراحل متتالية لتطبيق مشروع الإدارة الذاتية في السويداء كالتالي:
المرحلة الأولى هي الخدمات، حيث تم إنشاء مكتب مؤسسة للمياه التابع للحزب، حيث تم وضع خطة عمل سوف تشمل توزيع المياه على 4000 أسرة، ضمن السويداء ما يساهم في تخفيف عبء عن المواطنين بشكل كبير”.
المرحلة الثانية “تهدف لإعادة بناء جسم سياسي – اجتماعي – مدني عبر الدعوة لمؤتمر عام يشمل كافة المكونات السياسية والاجتماعية والدينية ضمن المحافظة بهدف إدارة محافظة السويداء خلال المرحلة المقبلة وأول أجندات العمل هي محاربة ظاهرة المخدرات ضمن المجتمع”.
المرحلة الثالثة، إنشاء مكتب العمل والبلديات وهو مكتب يقوم على تخديم واقع البلديات ضمن أحياء المحافظة.
المرحلة الرابعة “أطلق مكتب الدفاع المدني بإنجاز عدة مشاريع خدمية، منها تعقيم الأحياء التي تراكمت فيها النفايات لأكثر من ثلاثة أشهر وتعقيمها وتعقيم المدارس وإعادة تشجير مساحات كبيرة من الأراضي الحراجية التي تعرضت للنهب”.
وفي المرحلة الخامسة “تم إنشاء مكتب المرأة الذي استطاع تخديم أكثر من 2000 سيدة تقريباً، وتأمين الدعم اللازم لهم، كما عمل على إقامة دورات تمكين مهني – سياسي – اقتصادي – تعزيز مفهوم الإدارة الذاتية ضمن المجتمع”.
والمرحلة السادسة حسب مالك أبو الخير، فقد تم “إطلاق فريق التدخل الطبي السريع وتم تخريج فريقين، كل فريق أتم دورات على الإسعافات الأولية والمعالجة الطبية لكل الحالات، في حال حدوث أي معارك أو اشتباكات”.
وأشار رئيس حزب اللواء السوري، “تجربة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كانت تجربة مهمة وملهمة بالنسبة لنا، ونعتبرها خطوة جريئة، ونعمل على التعاون مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وتنسيق الجهود في نطاق أوسع وأشمل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتبادل الخبرات والاستفادة من الخبرات الكبيرة لديهم”.
وأكد أبو الخير في نهاية تصريحه، على ضرورة تطبيق نموذج الإدارة الذاتية كحل للأزمة السورية، “أصبح في غاية الضرورة وخاصة تحول البلاد إلى بؤرة للفساد في المجال الأمني والاقتصادي والعسكري وتفكك مؤسسات الدولة، طرح مفهوم الإدارة الذاتية لإعادة بناء المجتمع وتوحيد الجهود مع كل المكونات السياسية والاجتماعية السورية للتأكيد على وحدة الأراضي السورية”.
وتشهد محافظة السويداء السورية حراكاً سياسياً معارضاً لحكومة دمشق، إلا أن القوى السياسية في السويداء لم تؤيد تحركات ما تسمى “المعارضة السورية” التي ارتهنت لأوامر قوى إقليمية على رأسها الاحتلال التركي.