لا زالت الحكومة السورية تحلم بحكم الدولة السورية عن طريق القبضة الأمنية والحديدية، بعد أن هجر نصف سكانها وجوع النصف الآخر وقتل الآلاف، وذلك باسترجاع أمجاده عن طريق سياسة الترهيب تارة والترغيب تارة أخرى, بإيهام المواطنين والعشائر العربية الذين خرجوا ضدها في ٢٠١١ في الشرق السوري ومناطق أخرى بإصدار مراسيم عفو عام رئاسية، وأخرى بإجراء مصالحات وتسويات للمنشقين والمعارضين والمطلوبين بإيعازٍ وتوجيه كامل من الحليف الروسي، حيث بدأت بتشكيل لجان للعمل على إجراء مصالحات في دير الزور ومثله في الرقة بعد درعا والغوطة وريف حمص..
والسؤال هنا.. هل تنجح الحكومة في مساعيها؟
وبحسب المعطيات الموجودة على الأرض فإن إعادة شظايا الزجاج المكسور إلى حالته الأولى من المستحيلات، وهذا ما أكده قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي, في تصريح سابق له، معلقاً على موضوع المصالحات بأن مشكلة المنطقة أي شرق الفرات سياسية ولا يمكن حلها عن طريق المصالحات و مراسيم العفو، كما حدث في السويداء ودرعا وحمص وغيرها من المناطق وكما أكدته المظاهرة التي خرجت بها العشائر العربية في الطبقة في السادس عشر من الشهر الجاري، رافضة عودة الحكومة السورية وفروعها الأمنية إلى مناطقهم، خاصة بعد تواتر الأخبار عن الذين غُدر بهم وسوقهم وراء الأوهام، وممن قاموا بتسوية أوضاعهم لدى الحكومة السورية وأنتهى بهم المطاف معتقلين في فروعها الأمنية، ومثال هؤلاء المواطن صدام محمود العيد، من بلدة بالليل الذي قُتل تحت التعذيب بعد إجراء التسوية ومنهم أيضاً المسن خضر أملح الدهام من ريف دير الزور، قضى تحت التعذيب.
ولسان حال العشائر العربية تردد للحكومة السورية وإدارتها: ” ربما ترحم بالقتل صغيراً، وبثوب الموت تكسو جسم عاري، ربما تحنو على الناس، ولكن بالصواريخ وآلاتِ انشطارِ لبست ثوبين، ثوباً من بريقٍ يخدع الناس، وثوباً من سُعارِ كل من في هذه الأرض يراها رأيَ عينٍ، بعد تمزيق الستارِ”