دراسة حديثة تكشف ماذا تفعل “أدوية الحموضة” بجسم الإنسان

نبهت دراسة طبية حديثة، وشديدة الأهمية، جرت في بريطانيا، إلى أن تناول الأدوية المضادة لحرقة المعدة (الحموضة) يفاقم عُرضة الإصابة بأمراض قاتلة، لكن مختبرات الصيدلة ما زالت تروج هذه المنتجات بمثابة مفعول سحري ضد الألم.

وبحسب ما نقلت صحيفة “ديلي ميل”، فإن الأدوية التي تستخدم لخفض مستوى الأحماض في المعدة وتعرف في الوسط الطبي بـ”بمثبطات مضخة البروتون” تزيد خطر الإصابة ببعض أنواع البكتيريا بواقع ثلاث مرات.

ويوضح الأطباء أن بعض أجسام المعدة تستغل نقص الأحماض فتنتشر في باقي مناطق الجسم، وهنا تكمن المشكلة، فحينما تصل بعض أنواع البكتيريا إلى الرئة أو عضلات أخرى تصبح حياة الإنسان معرضة للخطر.

ويحتاج جسم الإنسان إلى بعض أنواع البكتيريا المفيدة لأجل إنجاز عملية الهضم، لكن المكان المناسب لهذه الأجسام هو الأمعاء وحين تتجاوز هذا العضو، تحدث مشكلات جمة.

وتشير التقديرات الصحية في بريطانيا، إلى أن 50 مليون حبة من الأدوية المضادة لحرقة المعدة يجري وصفها في البلاد، والطامة الكبرى أن بعض الأشخاص يواظبون على هذه العادة سنوات طويلة، بدلا من أن يقوموا بالأمر بشكل مؤقت.

وقام مختصون في علم الجراثيم بفحص 126 مريضا في عدد من مستشفيات منطقة بليموث جنوبي إنجلترا، وركز الباحثون على بكتيريا مقاومة للدواء، تعرف بـ”ESBL-enterobacterie” وتستقر هذه الأجسام في العادة داخل الأمعاء لكن عبورها إلى مناطق أخرى من الجسم يسبب عدوى قاتلة.

وسأل الباحثون المرضى إذا ما كانوا قد تناولوا دواءً لحرقة المعدة خلال الأشهر الستة التي سبقت خضوعهم لهذه التجربة، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا أدوية الحرقة كانوا أكثر عرضة للمرض.

وتنتشر هذه البكتيريا بشكل متزايد في بريطانيا ويقول خبراء الصحة إن المضادات الحيوية المعروفة مثل البينيسيلين لا تستطيع مقاومة هذه المكونات، وبالتالي فإن ضحاياها يواجهون متاعب كبرى في الغالب.

وكانت دراسات طبية كشفت في وقت سابق أن لأدوية الحرقة مضاعفات خطيرة، كما أنها تعرض الإنسان للإصابة بسرطان المعدة والجلطة، فضلا عن إضعاف عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال.

وفي سنة 2014، أمرت إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة شركات الأدوية بطباعة تنبيه صحي على العلب التي تضم مضادات الحرقة حتى يعرف المرضى أن تناول “مثبطات مضخة البروتون” يفاقم خطر البكتيريا.