صرّح وزير الدفاع الأمريكي السابق، كريستوفر ميلر، وفقًا لصحيفة الشرق الأوسط،
بأمله في استمرار دعم الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي لـ “الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا” و “قوات سوريا الديمقراطية” لحماية السجون ومراكز الاحتجاز التابعة لعناصر “داعش”، وللإشراف على مخيمات وعائلات التنظيم، وتناقش التهديدات التي تواجهها والتهديدات التركية التي تهدد الاستقرار. وعلّق على تدهور الأوضاع الأمنية في مدينة عفرين الكردية التي تخضع لفصائل مسلحة موالية لتركيا، واتهم الحكومة التركية باستخدام المياه كسلاح ضد المدنيين في مناطق إدارة شمال شرق سوريا.
وأوضح ميللر أن تركيا تشن حرباً مفتوحة ضد مناطق الإدارة وجناحها العسكري، وتُجبر بالقوة الناس للخروج من موطنها الأصلي وترك ممتلكاتها؛ في إشارة إلى سكان مدينة عفرين، الذين تركوا منازلهم وممتلكاتهم بعد العملية العسكرية التركية، في مارس (آذار) 2018، بعد أيام من إدراج الخزانة الأميركية فصيلَي «الحمزات» و«لواء سليمان شاه»، وقادتهما المُوالين لأنقرة، على لائحة العقوبات الأميركية؛ لصلتهما بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان شمال سوريا، بما في ذلك عمليات خطف واعتداء جسدي شديد واغتصاب. وقال ميللر إن الحكومة التركية تستخدم الماء سلاحاً ضد المدنيين العُزل، و«أعتقد أن العالم يجب أن يعلم بهذا الأمر، ربما بسبب التركيز على الحرب التي تجري في أوكرانيا، لكن على العالم أن يدرك المأساة التي تحدث في شمال شرقي سوريا بسبب أفعال تركيا».
فيما يتعلق بدور القوات الأميركية شرق سوريا ومهامها ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش”: “أعتقد أن الخطوة التالية لهذه القوات هي التصدي لتجارة المخدرات الواسعة النطاق”. واتهم إيران باستخدام المخدرات كسلاح ضد العراق وسوريا، وأشار إلى أن هذه المخدرات يمكن أن تصل إلى أوروبا أو الولايات المتحدة. وأكد أن هناك فرصة للتحالف الدولي لتغيير مهامه ليشمل مكافحة تجارة المخدرات، نظرًا لأهمية هذا الأمر بالنسبة لشعوب المنطقة.
وأشار ميلر إلى أن العمليات القتالية للتحالف وقوات قسد لا تزال مستمرة في شرق البلاد وداخل المخيمات والسجون. وأضاف في إحاطته الصحفية: “توجد خلايا نائمة لـ (داعش) في مخيم الهول، على الرغم من انتهاء الحملة العسكرية الرئيسية، لكن الحرب مستمر.
زيارة وزير الدفاع الأميركي السابق تزامنت مع زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا. قام كوريلا بزيارة مخيمي “الهول” و”روج” في شمال شرقي سوريا، وهما يعتبران من أكبر المخيمات في سوريا وتضم آلاف الأشخاص من عائلات أعضاء ومسلحي تنظيم “داعش”. أكد كوريلا أن الجهود الدولية المستمرة لإعادة قاطني هذه المخيمات إلى أوطانهم تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة وتخفف التحديات الإنسانية التي يواجهها السكان.
من جانبه، أشار بدران جيا كرد، رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالإدارة، إلى أنه تمت مناقشة عدة قضايا هامة مع الوزير الأميركي السابق، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والأوضاع الخاصة بأسرى “داعش” في السجون وعائلاتهم الموجودين في المخيمات. أكد أهمية استمرار الجهود الدولية لمنع عودة التنظيم الإرهابي وحث على تقديم الدعم السياسي لتجربة الإدارة المحلية. حذر من المخاطر التي تواجه الإدارة بسبب الهجمات التركية ودعا إلى منعها.
وأكد جيا كرد ضرورة إيجاد حلول فورية لقاطني مخيمي “الهول” و”روج” والعمل على إعادتهم إلى أوطانهم الأصلية، بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي والقوات الديمقراطية السورية (قسد)، للقضاء على تهديد “داعش”. وأكد على ضرورة منع عودة الخلايا النائمة للتنظيم والقضاء على المتبقيات النشطة في شرق سوريا.