أخبار عاجلة

صفقات ترامب التجارية في تركيا تفسر علاقته الغامضة بأردوغان

 

 

أثارت علاقات الرئيس دونالد ترامب التجارية مع تركيا عدّة تكهنات، لا سيما نظرا إلى استعداده المتكرر للانصياع لسياسة نظيره التركي بما أثار فزع الحزبين في الكونغرس والمخابرات والمجتمعات الدبلوماسية.

تقدم التقارير الجديدة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز عن عائدات ترامب الضريبية أكبر التفاصيل حتى الآن على نطاق مصالح الرئيس الأميركي المالية في تركيا. لكن الأسئلة المهمة بقيت عالقة دون إجابة.

ونذكر من الأسئلة المحورية المحيطة بتضارب المصالح المحتمل صفقة ترخيص برجي ترامب ومركز تسوق في إسطنبول. اعترف ترامب نفسه في عام 2015 أن الأبراج تشكل “القليل من تضارب المصالح”.

تًظهر السجلات الضريبية التي تحصلت عليها الصحيفة أن الصفقة أكسبت ترامب ما لا يقل عن 13 مليون دولار، وهو مبلغ يعتبر أكثر مما كان معروفا في السابق. وقد جنى أكثر من مليون دولار منذ أن أصبح رئيسا.

زعم ترامب أنه لن يسعى لنيل الصفقات الأجنبية أثناء توليه منصبه، لكن تقارير نيويورك تايمز تظهر أنه حصل على 73 مليون دولار من الخارج، بما في ذلك من الدول التي تعتبر ذات نظم استبدادية.

 

وبحسب ما ورد، جسّد محمد علي يالشين داغ، قناة خلفية منتظمة بين الرئيسين. فقد شارك في التفاوض على صفقة الترخيص لأبراج إسطنبول في 2008 نيابة عن شركة والد زوجته، دوغان القابضة. ومنذ ذلك الحين، أصبح رابطا رئيسيا بين إدارتي ترامب وأردوغان.

 

حضر ترامب وابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر حفل افتتاح أبراج ترامب في اسطنبول 2012 مع يالشين داغ. ومنذ ذلك الحين، قيل إن رجل الأعمال التركي أصبح يتواصل مع ترامب ثلاث أو أربع مرات في السنة. وعندما فاز ترامب في الانتخابات سنة 2016، كان يالشين داغ، مع ترامب ليلة الانتخابات. حيث اعتمدت عليه السفارة التركية للتواصل، مع الرئيس المنتخب الجديد.

 

وبسبب هذه العلاقات الوثيقة مع عائلة ترامب، سرعان ما عين الرئيس رجب طيب أردوغان يالشين داغ رئيس مجلس إدارة مجلس الأعمال التركي الأميركي الذي تديره الدولة لتضغط على حكومة الولايات المتحدة نيابة عن أنقرة.

 

ومنذ ذلك الحين، عقد المجلس مؤتمراته السنوية في فندق ترامب العالمي في واشنطن (ترامب انترناشيونال)، محققا مئات الآلاف من الدولارات من العائدات لأعمال ترامب التجارية. وفي 2019، مثّل هذا الحدث السنوي بيئة وفرها يالشين داغ للدبلوماسية غير الرسمية بين صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، وصهر أردوغان ووزير الخزانة والمالية بيرات البيرق.

 

وخلال المؤتمر الذي عُقد في أبريل 2019، نظّم كوشنر اجتماعا في المكتب البيضاوي مع ترامب والبيرق، وورد أن صهر أردوغان أقنع الرئيس الأميركي بعدم فرض عقوبات على تركيا لشرائها أنظمة الدفاع الروسية الصنع إس-400.

 

بعد أن تسلّمت تركيا المعدات العسكرية الروسية في يوليو 2019، قررت الولايات المتحدة استبعادها من برنامج مقاتلات إف-35 القادرة على الإفلات من أنظمة الرادار، مما يعني أنها لن تكون جزءا من عملية إنتاجها أو قادرة على شراء المقاتلات التي طلبتها. لكن ترامب منع فرض العقوبات على الرغم من مطالب المشرعين الأميركيين من الحزبين بمثل هذا الإجراء.

 

وتثير البيانات الضريبية التي حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز مزيدا من الأسئلة حول رسوم الاستشارات المرتبطة بصفقة أبراج ترامب في إسطنبول التي مثّلت بداية علاقة يالشين داغ بترامب.

 

تكشف السجلات أنه بين 2010 و2018 ، اقتطع ترامب 26 مليون دولار من ضرائبه مقابل “أتعاب استشارية” غير مبررة. تتكهن صحيفة نيويورك تايمز بأن “ترامب خفض دخله الخاضع للضريبة بمعاملة أحد أفراد الأسرة كمستشار، ثم خصم الرسوم كتكلفة لممارسة الأعمال التجارية”.

 

بمقارنة إقرارات ترامب الضريبية باقرارات ابنته إيفانكا، وجدت صحيفة نيويورك تايمز أن بعض المدفوعات التي تلقتها شركتها الاستشارية تتطابق مع رسوم الاستشارات التي حددّها ترامب كخصومات. وتعتبر معاملة إيفانكا كمستشارة في المشاريع التي ساعدت في إدارتها لمنظمة ترامب خيارات أمرا مثيرا للجدل من الناحية القانونية.

 

وجدت صحيفة نيويورك تايمز أنه في بعض الحالات التي صُنّفت فيها ملايين الدولارات كرسوم استشارية، أبلغ الشركاء الأجانب عن عدم معرفتهم بأي مستشارين خارجيين: “في تركيا، أعرب شخص شارك في تطوير برجي ترامب في اسطنبول مباشرة عن حيرته عندما سئل عن الاستشاريين في المشروع، قائلا إنه لم يكن هناك أي مستشار أو طرف ثالث تدفع له منظمة ترامب في تركيا. لكن سجلات الضرائب تُظهر خصومات منتظمة لرسوم الاستشارات على مدى سبع سنوات بإجمالي 2 مليون دولار”.

 

قال المسؤولون التنفيذيون المشاركون في صفقة فندق في أذربيجان، حليفة تركيا، لصحيفة النيويوركر في 2017 أن إيفانكا كانت منخرطة في هذا المشروع. مع ذلك، جادل محامي منظمة ترامب بأنه لا يمكن ربط عائلة ترامب بشكوك الفساد المحيطة بالمشروع لأن ترامب كان “مجرد مُرخص” وليس له دور جوهري في التطوير.

 

لكن، ووفقا للتقرير الجديد، “تُظهر سجلات ثلاثة من شركات ترامب المشاركة في هذا المشروع خصومات لرسوم الاستشارات يبلغ مجموعها 1.1 مليون دولار دُفعت لشخص ما”.

 

لا يمكن أن تثبت إقرارات ترامب الضريبية وحدها أن إيفانكا ترامب تلقت رسوما استشارية لتقلل العبء الضريبي على والدها بطرق مشكوك فيها من الناحية القانونية، لكنها تثير التساؤلات. لكن التفاصيل الأكبر التي توفرها السجلات فيما يتعلق بملايين الدولارات المتضمنة في أبراج ترامب في إسطنبول تعزز الحجة القائلة بأن المال عزّز الدبلوماسية غير الرسمية بين عائلات الرئيس ترامب والرئيس أردوغان.

 

 

احوال تركية