ما خفي كان أعظم فيما جرى في النصف الأخير من هذا الشهر من أحداث في سجن الغويران بالحسكة من هجوم خلايا تنظيم داعـش الإرهـابي بالأسلحة والسيارات المفخخة وتمرد المساجين وحجز حراس السجن كرهائن وقتل البعض منهم، والذي أغلبهم من المكون العربي ليس خافياً على أحد من تورط الحكومة السورية والدولة التركية، خاصة بعدما تم اللقاء والتنسيق بين المخابرات السورية “علي مملوك” والمخابرات التركية “حقان فيدان”، لأكثر من مرة وآخرها ما جرى من لقاء في الأردن وقبلها في قاعدة حميميم الروسية.
وهذا التنسيق معلن من خلال تصريحات الرئيس التركي ووزيره جاويش اوغلو في أكثر من مناسبة منها ما قاله أردوغان في عام 2019، حيث وصف ذلك بالخيط الرفيع المستمر بين الدولتين، ويجب عدم قطعه من الناحية الأمنية.
كما صرح جاويش أوغلو أن المفاوضات الدبلوماسية جارية بين الدولتين، وهي مفاوضات أمنية فقط وليست سياسية حيث تعتبر تركيا قوات “قسد” امتداد لحزب العمال الكردستاني، وأن وجودها يشكل خطراً على أمنها القومي، وبذلك تجد لنفسها مبرراً ومسوغاً لمحاربة قوات “قسد”، إما بالتدخل المباشر كما حدث في عفرين وتل أبيض ورأس العين، أو عن طريق أزرعها من إرهابيـي تنظيم داعـش المتواجدين لديها وفي الصحراء السورية بالتنسيق مع قوات الحكومة السورية.
وما جرى خير دليل على ذلك أما ما تطمح إليها الحكومة السورية من كل ذلك من التنسيق مع تركيا وزرع خلايا داعـش الإرهابـي بالعمل على ضرب الاستقرار السائد وخلق الفتن بين المكونات في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، لإجبارها على تقديم تنازلات أكثر والعودة إلى ما قبل 2011 دون إجراء إصلاحات دستورية وتغيير سياساتها الشمولية.
وتعتبر مناطق شرق الفرات الأكثر تنوعاً وأمناً ورخاءً في سوري، ولذلك تعمل الدولتان بكل قوتهما للقضاء على هذه الإدارة الذاتية الديمقراطية الوليدة.