من المعروف أن مرتزقة ما يسمى بالجيش الحر السوري أصبح على شكل خليط من الأفكار المتطرفة من القاعدة وجبهة النصرة وداعش وخلافها، وهي تحمل في مضمونها أحقاد وأفكار عنصرية تزيد عن التطرف الديني، فمثلا يسهل عليه كمرتزق أن يذبح وأن يسبي ويغتصب وأن يسرق الأموال تحت ذرائع دينية شرعتها تنظيمات ارهابية لكنها في مضمونها بذور لأحقاد طائفية ومن السهل جدا أن تتحول إلى ردة فعل تطبيقي ومعاش لمجرد الاختلاف معه في الرأي.
نعم، هذه هي البيئة التي تعيشها المرتزقة في يومنها هذا وأن أردت البرهان والبحث عن اليقين فالموضوع سهل وبسيط توجه إلى جرابلس هي مدينة سوريا أو أقصد مدينة الباب أو إدلب، وسترى كم من الوحشية تحملها نفوس أولئك البشر على بعضها البعض بل على الخليقة المرتدة جمعاء، فالبشر في وجهة نظرهم مرتدين ويتوجب عليهم سبي نساء الإنسانية عند بكرة أبيها واغتنام أموالها وقتل ذكورها، وهي سنة من السنن التي سنتها تنظيم القاعدة الارهابي أو داعش.
ولا داعي للعودة إلى الوراء كثيرة بل قليلا وربما نحن نعيش حالات منها في وقتنا وأحد قادة التنظيم يسكن في كندا وينادي بقتل أكثر من مليونين ونصف المليون من السوريين عطشا، “ازدواجية” هذا اول ما خطر في بالك نعم، الموقف الكندي الإزدواجي في إيواء قائد من قادة المرتزقة والذين يلفظون سموم التكفير في الكون، ولكن ماذا لو قلت لك بأن أغلب دول العالم لديها منظمات تتدعي الإنسانية وهي في الواقع منظمات تدعم التكفير وتروج له وهي تسكن أرقى دول العالم ديمقراطية وسلاما، وكلها تأخذ الدعم من الجمعيات الخيرية التركية ولا أريد الخوض بها ولكن للتنويه بعض هذه الجمعيات والمنظمات موجودة في البعض من الدول العربية وهي تختص ظاهرا في مساعدة المحتاجين واعطاء الدعم لمعاهد اللغات وأي لغة منها على رأس القائمة “التركية” نعم، اللغة التركية تروج الآن في الوطن العربي برعاية منظمات تدعي الإنسانية وهي مكتظة بالوحشية والتطرف، ولكنها مرخصة وقانونية وهذه هي لعبة الدول المنظمات المرخصة القانونية الإرهابية.
ولكي لا نطيل الحديث ولا نخرج من المراد إيفائه دعونا نعود إلى ما كنا في صدده، هذه المنظمات هي التي استجلبت داعش وما استقام قوام داعش لولاها في التي تدعم المساجد في شتا أنحاء العالم والدول الأوربية بدأت تحظر البعض منها وأن فات الأوان، وهي نفسها التي أرسلت ٢٥ ألف مرتزق إلى ليبيا، ومن هذه المنظمات جاءهم التمويل والدعم المادي واللوجستي.
قنبلة بشرية قذرة في خاصرة الوطن العربي ماذا لو انفجرت
٢٥ ألف مرتزق الآن في ليبيا خاصرة الوطن العربي، قنبلة بشرية قذرة ماذا لو انفجرت، وما هي الأضرار التي قد تسببها.
من بين هؤلاء المرتزقة اشخاص مدربين على شتا أنواع الأسلحة، مفخخات، عبوات ناسفة، الذبح بالسكين، القنص وقتال الشوارع وشتا السبل العسكرية، ولكن بأفكار قذرة وأرواح مجردة من الرحمة والشفقة أناس جل همهم المال والنساء، فكيف يمكن أن تكون العواقب على بلد مثل مصر فيه حاضنة شعبية تكفيرية أصلا، أو مثل السودان وأفريقيا وشتا البلدان التي نشطت فيها التنظيمات الارهابية مؤخرا.
خراب ودمار يحل بين بلدان عربية آمنة، إعادة موجات الحرب إلى التكفير، تفتيت المجتمع العربي في تلك البلدان ضرب البنية الاقتصادية، حروب بين الطوائف، باختصار كابوس الإرهاب يخيم في سماء العرب مع وجود كل هذا الكم من المرتزقة في ليبيا.
سوريا لبست عباءة سوداء سيلبسها العرب أجمع أو يتراخوا أمام التتريك
أردوغان صرح لأكثر من مرة أن ليبيا وسائر البلدان العربية فيها موطئ قدم لأجداده وهي بلاد تعود ملكيتها لهم “للعثمانيين” وهو يقصدها وهو جاد فيما يقول، ويعمل على تطبيق ذلك وبمساعدة العرب.
شراء الاعلام العربي هي أول خطوة انهجتها حركة العدالة والتنمية في البلدان العربية، ذمم رخيصة تمكن من شراءها وأخرا رفضت وبشكل يومي بتنا نرى إعلاميين عرب ويدعون العروبة ويدونون على صفحاتهم “العثمانية قادمة” وهم يقصدونها وعلى مدار الساعة يسعون إلى تحقيقها وببرامج متلفزة وضح النهار، خير دليل على ذلك جملة قنوات الجزيرة التركية.
يضاف إلى أن الوطن العربي بكافة بلدانه بات مكتظ بالمعاهد التي تدرس اللغة التركية وتنشرها بدعم من منظمات تدعي الإنسانية الاسلامية، وقد لا يخلو بلد عربي من وجود معاهد تدرس باللغة التركية.
خلاصته أن تركيا وضعت هذه القنبلة القذرة في خاصرة الوطن العربي لتتمكن من ترسيخ سياسة التتريك وتوسيع العثمانية تلك الامبراطورية الدموية التي عاثت قتلا ودمار زهي ومادي ومعنوي لمدة ٤٠٠ عام.
وبمثل هذه القنبلة تهدد تركيا القارة العجوز، وما حصل في سان ريمو ليس ببعيد عما يحصل بشكل يومي في المدن السورية المحتلة والتي تديرها حفنة المرتزقة التابعين لتركية وهم نسخة طبق الأصل عن الموجودين في ليبيا أو الذين ارتكبوا مجازر باريس وألمانية وسائر المجازر التي ارتكبوها في أوربا مجملا.
أطلقوا يدي في بلدانكم أو أطلق يد التنظيمات الارهابية
ضمن سياسة التتريك والتوغل في أحشاء الوطن العربي كانت زيارة وزير الدفاع التركي إلى البعض من البلدان العربية، يعرض من خلالها خردة السلاح العالمي، وهي بعض من الطائرات المسيرة وأنواع من الأسلحة الخفيفة ومن يشتري، قطر دون غيرها، وكأن زيارة الوزير التركي لم تكن ففي الحالتين قطر أم الخسائر وستحمل البعض من أعباء العثمانيين لا سيما أنها فعلت قبل ذلك وافتتحت مراكز عسكرية للجيش التركي في الدوحة السمراء أو دوحة البترول.
بهذه السياسة تقترب تركيا من الساحة العربية، فإما اطلاق يد المرتزقة وتشتيت المجتمع العربي أو سياسة التتريك والأخير تنسف العرب عند بكرة أبيهم.
بالإضافة إلى ما ذكرت من معاهد ومنظمات تدعم اللغة التركية وتنشط في البلدان العربية وتعمل على تخصيب تربة عربية تحتضن العثمانية الجديدة بثوبها البراق ومضمونه الفاشي.
تحت ستار الدبلوماسية
تركيا تعيش عهد التنصل والتملص من كافة البرتوكولات ألتي ابرمتها العثمانية الهشة في بدايات القرن الماضي وأولها التراجع من البلدان العربية بموجب الميثاق الملي في ٢٨/ يناير / ١٩٢٠ والذي بموجبه رسمت حدود الدولة التركية الحالية، وهس الآن تسعى وبكل دبلوماسية وسياسة قذرة ان تتملص من هذه الاتفاقيات، ومثلها اتفاقية البحر المتوسط وحدود اليونان، وحتى البرتوكولات الحديثة العهد مثل اتفاقية نهر الفرات الاتفاقية السورية التركية سنة 1987 هي اتفاقية مؤقتة لتقاسم مياه نهر الفرات بين سوريا تركيا خلال فترة ملء حوض سد أتاتورك والتي تمتد إلى 5 سنوات. … وبذلك تكون حصة سوريا من مياه نهر الفرت 6.627 مليار متر مكعب وحصة العراق 9.106 مليار متر مكعب وحصة تركيا 15.700 مليار متر مكعب في السنة، لكننا الآن نشاهد تركيا تتملص منها وقد فعلت ذلك من قبل أيضا ففي العام ٢٠٠٩ وبحضور مندوب دولة العراق وسورية وباجتماع جرا في تركيا تنكر الطرف التركي للاتفاقية مبرهنا أن مياه نهر الفرات مياه تركية تنبع من أراضيها وتجتاز حدودها إلى دول جوار.
خلاصته، لن تستطيع تركيا بناء اسطولها العثماني وهو مقيد بالاتفاقيات والبرتوكولات الدولية لذلك لا بد عليها أن تتملص من شتا تلك الاتفاقيات لتتمكن من ما تفعله الآن في ليبيا والتهديد المبطن الذي تحمله مرتزقتها للبلدان العربية المجاورة لليبيا، والأمر ذاته ينطبق على أوربا وقد أعلنت تركيا موقفها صراحة خلال الأزمة السورية مع أوربا عبر تهديدها بضخ النازحين إليها والواقع أن خوف أوربا ليس من النازحين بل ممن يندرج تحت مسمى نازح وهو مرتزق.
وهذه المرة بالاتفاق مع الألمان تخرج المرتزقة ولكن تحت شروط وبنود واتفاقيات، هي النظام الحديث للعثمانية الجديد، فإما المرتزقة وحرب الشوارع وتدمير المدن أو تحقيق المصالح العثمانية.
سامر عثمان