مؤشرات وأدلة تثبت تورط تركيا في الهجوم الأخير على سجن الصناعة

تثبت مؤشرات وأدلة إلى أن تركيا كان لها الدور الأول لدعم لهـجوم تنظـيم “داعـش الإرهابـي” على سجن الصناعة في مدينة الحسكة مؤخراً، حيث شن التنظيم هجـوماً على السجن بواسطة السيارات المفخخة في محيط السجن واستهدف أعضاء قوى الأمن الداخلي، لتحرير المحتجزين داخل السجن.
وجاء ذلك الهـجوم بعد تحضيرات جرت لمدة 6 أشهر؛ بحسب اعترافات وإفادات بعض الإرهابييـن بأن مخطط الهجوم على السجن تم التخطيط له في أماكن مختلفة في تركيا والعراق والبادية السورية، وأن ما بين 200 و300 عنصر لداعـش جاؤوا من مناطق مختلفة إلى الحسكة، من بينها سري كانيه وتل أبيض الخاضعتين لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا.
وأتت تصريحات من إعلام الحكومة السورية والفصائل الموالية لتركيا، وبالتزامن مع حالة الإحباط لمرتزقة داعش المحاصرين في محيط سجن الغويران، بأن قوات “قسد” متهمة “بزعزعة الأمن” ووصفت بما حدث في الحسكة بـ”جرائـم حـرب”، مع التذكير بأن الآلاف من قوات الحكومة السورية فرت في عام 2015 من نفس منطقة السجن الحالية أمام 30 داعشـي، وقامت “قسد” بتحرير المنطقة لاحقاً.
واعتبرت مصادر عسكرية بأن تكثيف تركيا هجماتها على مناطق عين عيسى وتل تمر أبو راسين “ليس مصادفة”، لا سيما بعد اعترافات بعض من ألقي القبض عليهم بقدومهم من المناطق التي تسيطر عليها تركيا ونيتهم الفرار إليها، وبالتزامن مع الهـجوم، صعد الاحتلال التركي قصفه على ومنطقة منبج وريف عين عيسى شمال الرقة.
وتعتمد استراتيجية تركيا الجديدة على إثارة قلاقل تهز استقرار المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية، وذلك بعد عدم تمكنها من الحصول على ضوء أخضر جديد من واشنطن وموسكو لتنفيذ عملية عسكرية ضدها.
ويرى قياديون في قسد أنه “حان الوقت ليفتح المجتمع الدولي عينيه جيداً ويرى الحقيقة، لأن كل تأخير بعد الآن ينتج ضحايا ويخلق فرص جديدة لعودة التنظيم الإرهابـي بشكل أو بآخر”.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية كسر جميع المحاولات الإرهابيـة التي مارسها التنظيم في مدينة الحسكة وأثبتت ذلك بشكل واضح أمام الرأي العام بمواجهة أخطر الإرهابييـن الانتـحاريين في سجن الصناعة، حيث ستكون لتلك القدرات فوائد في المستقبل المنظور وخاصة أن الكثير من الأطراف وفي مقدمتها أطراف إقليمية كانت تأمل القضاء الدمـوي على هؤلاء للتخلص من الأدلة حول تورطهم في دعم التنظيم الإرهابـي سواء في الهـجوم الأخير أو سابقاً بفتح الحدود لهم أو حتى إيوائهم على أراضيهم.
وفي سياق أخر، وبالرغم من جميع المحاولات من قبل الاحـتلال التركي والحكومة السورية لزرع الفتن وزعزعة الأمن والترابط بين مكونات مناطق شمال وشرقي سوريا، أبدى الأهالي موقفاً صارماً على كل تلك المحاولات، وذلك بوقوفها إلى جانب قوى الأمن الداخلي في حماية أحيائهم، وتعاونهم مع القوات في التصدي لعمليات الخلايا الإرهابييـن في الأحياء المدنية.