لم تترك تركيا ولا وسيلة إلا واستخدمتها لضرب الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، بين الحين والآخر وكلما استقرت المنطقة بفضل دماء الشهداء وتضحيات الأهالي وتكاتفهم ضد كل مخططات الفتنة وغيرها، قامت تركيا باستخدام وسيلة جديدة، فبين الحين والآخر تشن هجمات جوية بواسطة طائرات بدون طيار على المناطق المدنية والمنشآت الحيوية والخدمية وضرب البينة التحتية، فتستهدف محطات المياه والكهرباء، فتوقف الحياة المدنية وتوقع العديد من الشهداء المدنيين العزل، أو تقوم بإشعال فتيل الفتنة بين العرب والكرد من خلال العديد من الممارسات التي قامت ولا تزال تقوم بها وخاصة في دير الزور حيث عملت كل من تركيا وإيران والحكومة السورية في الآونة الأخيرة على إشعال فتيل الفتنة من خلال خلق توترات وخلافات بين قوات سوريا الديمقراطية والعشائر العربية في دير الزور، بالتزامن مع تحريض تركيا وإعلامها ضد قسد وشنها لهجمات برية عبر فصائلها على قوات سوريا الديمقراطية باسم العرب السنة الذين يتعرضون للتمييز على يد تركيا نفسها والتي تدعم الفصائل التركمانية وتسعى لتصفية الفصائل العربية السنية رغم أنها تابعة لها.
بالإضافة لذلك، فقد بات متعارفا عليه أن تركيا وفي المناطق التي تحتلها من سوريا تأوي عناصر وقادة “داعـ.ـش” وتمنحهم هويات مزيفة وتأمن لهم الحماية وحركة النقل وفقا لمصالحها.
في السياق، أفادت مصادر خاصة لـ “روز برس”، عن قيام الاستخبارات التركية بجمع تركيا لقيادات داعش القاطنين في المناطق المحتلة من أجل إعادة هيكلتهم بما يخدم مخططات الاحتلال التركي في سوريا كما تعمل الاستخبارات التركية على وضع خلايا داعش الفاعلين في مناطق شمال وشرق سوريا تحت قيادة القياديين التي نظمتهم من أجل القيام بضرب استقرار المنطقة وتأتي هذه الخطوة بعد فشل جميع مساعي الاحتلال التركي لضرب الإدارة الذاتية وخلق الفتنة التي عملت عليها عن طريق العشائر العربية في سوريا.
وتتأكد هذه المعلومات من خلال العديد من التقارير الإعلامية التي أثبتت دعم تركيا المحتلة الواضح والعلني لداعش، وعدائها الواضح للكرد، من خلال ممارساتها في مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية وقتل وتهجير المئات من الكرد والسطو على ممتلكاتهم وعلى أراضيهم الزراعية وتحويل العديد من المساحات الواسعة لمستوطنات تأوي عوائل الفصائل المسلحة مما يزيد من ترسيخ الإرهاب وتوطينه على الأراضي السورية، وأيضا من الإثباتات التي تؤكد على سعي تركيا لإعادة خلق داعش في المنطقة، هي أحداث سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة في شباط العام الماضي، حيث تأمن ومن خلال خلايا داعشية مدعومة من تركيا هروب عناصر داعش من السجن ما خلق حالة من الهلع والتوتر بين الأهالي واستنفار للقوات العسكرية ولتزيد تركيا الطين بلة وتغض نظر القوات العسكرية عن حماية المنطقة وملاحقة الفارين من عناصر داعش، قامت بتكثيف هجماتها الجوية والبرية على عموم مناطق شمال وشرق سوريا، وأوقعت خلال تلك الهجمات العديد من الشهداء والجرحى، كما وألحقت العديد من الضرر بالبنى التحتية وخطوط الكهرباء.
لكن وفي كل محاولة لتركيا بضرب الإدارة الذاتية للسيطرة على المنطقة، يحبط الأهالي بوعيهم وتكاتفهم ومساندتهم للقوات العسكرية كل المخططات التركية وتوقع كل مجهود التخطيط لها عرض الحائط.