يبدو ان رئيس النظام بشار الاسد في موقف سياسي محرج لا يحسدعليه والسبب يكمن في المشكلة التي هو اوجدها لنفسه , فبعد ان قام الشعوب السورية بالثورة مطالبين بالحرية والديمقراطية والعيش الكريم اسوة بباقي شعوب العالم رد عليهم بشارالاسد بالحديد والنار, هذا بدل قيامه بالاجراءات الوطنية تخدم مصالح سوريا الارض والشعب الا ان مع الاسف فضل الاسد مواجهة كل الشعوب السورية قاطبة ولم يتنازل لهم قيد انملة ومن اجل ذلك استعان حتى بالجيوش الاجنبية ( روسيا + ايران ناهيك عن الاف المليشيات الشيعية ) وكان من نتائجه حتى الان فقط تدمير نصف الشعب السوري بين قتيل و جريح وتشريد ه في الداخل والخارج.
واليوم بشار الاسد لا يستطيع ولا يعرف كيف يرضي ايران ام روسيا او غيرهما , فاذا اطاع كلام روسيا سيطيح به ايران واذا اطاع كلام ايران سوف يطيح به الروس وفي حال قيامه بارضاء الاثنين معا سيغضب عليه اسرائيل ويدمره فهو الان لا حول له ولا قوة ولسان حاله يقول حسبي الله ونعمل الوكيل ولم يبقى في يد بشار الاسد اي قرار سواء تجاه الروس ام تجاه الايرانين سوى قيامه بشرعنته ل احتلال الدولتين للاراضي السورية ليس الا .
وقد وصل الخلاف حتى داخل المؤسسات الامنية والعسكرية التابعة للنظام وخاصة بين الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الاسد الموالي للنفوذ الايراني في سوريا وبين سهيل الحسن الذي يقود فرقة ,وهي معروفة بفرقة النمر والموالية للنفوذ الروسي في دمشق وقد تبين هذه الخلافات جليا خلال زيارة وزير الدفاع الايراني لدمشق يوم 27 اب الجاري حيث لم يكن في استقباله وزير الدفاع السوري احمد الفريج في ارض مطار دمشق وكذلك عندما زار الوزير الايراني مدينة حلب خلال زيارته الى سوريا لم يكن احدا من الضباط النظام في استقباله في مطار النيرب في حلب بل استقبلوه ضباط ايرانيين فقط ممن كانوا في المطار التيرب العسكري وهناك انباء شبه مؤكدة ان لم نقل مؤكدة 100% تفيد بحصول اتفاق جرى بين الطرفين الامريكي والروسي بصدد اخراج ايران وتركيا من سوريا واحلال نفوذ فرنسي و الماني محلهما وان تكون سوريا لا مركزية في المستقبل وان تبقى القوات الامريكية في سوريا الى حين اعادة الامن والاستقرار واحداث تغيرات سياسية في بنية النظام السوري وتغييره سلميا والاتفاق على رسم خارطة سياسية لشرق اوسطي جديد.
ومن اجل ذلك تم الاتفاق ايضا بين الامريكي والروسي على اقامة منطقة حظر جوي وبري في منطقة شرق نهر الفرات تكون واقعة تحت الحماية الامريكية والشيء الذي يؤكد هذا الاتفاق هو ما قام به روسيا مؤخرا في دير الزور حيث انسحبت القوات الروسية من مناطق البوكمال وما حولها وترك ايران وحيدا ومكشوف الضهر تجاه اي ضربات امريكية او اسرائيلية قد تقومان بها في المستقبل ضد التواجد الايراني في شرق سوريا , لذلك وبناء على جميع هذه المعطيات الجيوسياسية نؤكد ان نظام بشار الاسد لم تعدتملك شيئا حول مصيره السياسي بل هو ايضا اصبح يترقب الحل السياسي القادم من خارج الحدود والاتي من المجتمع الدولي فبشار الاسد حاليا لم يعد يملك غير انه يشرعن للاحتلال الاجني للاراضي السورية فقط ليس الا.
تحليل: أ.بيشروج جوهري