قال الأديب الكردي حليم يوسف، “لا معنى لإغلاق باب سجن ديار بكر/ آمد، دون إزالة الأسباب التي أدت إلى وجود هذا السجن الرهيب وإلى تمتعه بكل هذا الصيت الرديء”.
وأضاف الأديب حليم يوسف، المقيم في ألمانيا، في حديثه عبر الهاتف لـ”روز برس”، “من الواضح أن الرئيس التركي ليس جدياً في هذا الأمر لأنه لم يقترب أساساً من معالجة الأسباب الكامنة وراء وجود هذا السجن”.
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان قد أعلن مطلع الأسبوع الماضي أن مبنى “سجن ديار بكر” جنوب شرق البلاد سيتحول إلى صرح ثقافي وفني بعد إغلاقه، وجاء ذلك في كلمة ألقاها خلال زيارة لمدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية.
وقال يوسف، إن أردوغان عزز بتحالف حزبه (العدالة والتنمية) مع حزب الحركة القومية في تكريس العداء للكرد، من خلال الدمج بين التيارين الديني الراديكالي والقومي المتطرف، مما حول تركيا إلى بؤرة استقطاب للتنظيمات الإرهابية على امتداد العالم، وحول كردستانها إلى سجن كبير أسوأ بكثير من سجن آمد الذي يتحدث عن إغلاقه.
وأشار يوسف، إلى أن السياسة التركية لم تعد فعلاً بحاجة إلى هذا السجن التقليدي، طالما أصبحت هناك المئات من السجون المشابهة المزودة بأحدث التقنيات الحديثة، التي تضاهي سجن آمد في وحشيتها وتحقق نفس النتائج دون أن تخلف أي خسائر أو سمعة سيئة، كما في السابق.
واعتبر يوسف، أن إحدى أهم ميزات السياسة التركية الحالية هي القراءة المقلوبة، بمعنى أنها تفعل عكس ما تعلن؛ تحدث أردوغان عن خطوطه الحمر في حماه وحمص وحلب علناً ما حدث أنه باع هذه المدن وغيرها من المدن السورية إثر اتفاقات غير معلنة مع روسيا إلى النظام.
وقال يوسف: تركيا تحدثت عن نبع السلام وغصن الزيتون والمنطقة الآمنة، ولكن ما حدث هو القيام بحملة عسكرية أغرقت تلك المناطق بالدماء والقتلى والخراب والتشرد والتغيير الديمغرافي والانتهاكات والحروب.
ويرى الأديب حليم يوسف أن السياسة التركية الهادفة إلى اجتثاث الكرد ليست وليدة اليوم أو البارحة، وليست تجسيداً لسياسة هذه الحكومة التركية أو تلك، وإنما هي سياسة الدولة التركية العميقة التي ترى في وجود الكرد عامةً تهديداً لأمنها القومي، وليس فقط في وجود هذا الحزب الكردي أو ذاك.
وقال يوسف، هناك خياران لحل القضية الكردية، إما أن تتخلى تركيا عن هذه الذهنية وهذا أمرٌ بعيد المنال بحسب المعطيات، أو أن يتم إجبار تركيا على تسليم المناطق السورية التي تحتلها بشكل مباشر أو غير مباشر إلى أهلها وأن يتم قطع يدها الممتدة إلى شمال وشرق سوريا والبحث عن حل القضية السورية بشكل عام والقضية الكردية بشكل خاص بعيداً عن أي تدخل لها في الشؤون السورية.
واختتم يوسف حديثه بالقول، “لن تهدأ سوريا إلا برحيل آخر جندي تركي أو مرتزق “إسلامي” عن أراضيها”.
جدير بالذكر، أن تركيا قامت ببناء سجن ديار بكر 1980 ثم حولته في السنة نفسها إلى سجن خاص بالمعتقلين السياسيين الخاضعين للأحكام العسكرية العرفية، وفيما يصعب تحديد عدد السجناء الكرد الذين خضعوا للتصفية داخله، إلا أن مصادر دولية تؤكد بأن 34 معتقلاً لقوا حتفهم تحت التعذيب الممنهج داخله.
وتؤكد مصادر حقوقية، أن العديد من المعتقلين الكرد مازالوا يقبعون في سجن ديار بكر، ويخضعون للتعذيب حتى الآن، ووفقاً لقائمة أعدتها مجلة التايمز عام 2008 حل سجن ديار بكر بالمرتبة الرابعة عالمياً تحت عنوان “أسوأ السجون في العالم”.