أساتذة تمثيل عالميون يحللون سقطات نيمار في المونديال

خبراء يقولون “اللاعب الذي يتعرض للاصطدام بذراعه لا يجب عليه أن يمسك رأسه ويتألم”

 

 

وصف جيم كالدر أستاذ التمثيل في كلية “تيش” للفنون في جامعة نيويورك أداء نيمار في ادعائه السقوط على أرضية الميدان بأنه أداء تمثيلي فاشل ومبالغ فيه.

 

وفقًا لما ورد في وسائل الإعلام الأمريكية فأن كالدر الذي يقوم بتدريس التمثيل على مدى ثلاثة عقود يرى أن أداء نيمار في ادعاء السقوط مسرحية هزلية وفقًا لمعاييره.

 

كالدر الذي يقوم حاليًا بالعمل على تدريب الطلاب في ورشة عمل في فلورنسا الإيطالية طوال اليوم، مما يجعل صوته مرهقًا نتيجة للصراخ على مدار اليوم لعدم الرضا على أداء بعض من طلابه، يقوم بمشاهدة مباريات كأس العالم بعد انتهاء الدروس، ولكن ما شاهده من نيمار في مباراة البرازيل والمكسيك في دور الـ 16 لم يرضي ذوقه أيضًا.

 

ويرى كالدر أن أداء نيمار يشبه أداء ممثلي السينما الصامتة، المبالغة في التمثيل لجذب الانتباه.

 

ويتعرض نيمار لحملة انتقادات واسعة من قبل الإعلام الرياضي حول العالم للمبالغة في ادعاء السقوط، حتى أن نجوم كرة القدم السابقين أمثال الدنماركي بيتر شمايكل والألماني لوثر ماتيوس انتقدا تصرفات نيمار في العلن.

 

وتحول نيمار إلى مادة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، كما أن هناك إحصائية كشفت أن الوقت الضائع الذي أهدره نيمار ساقطًا على الأرض منذ بداية المونديال تخطى 14 دقيقة.

 

بيتر كيلي مدرب التمثيل المشرف على المسلسل التليفزيوني الشهير “إن.سي.أي.إس” علق أيضًا على تصرفات نيمار المبالغ فيها ورأى أنه يبذل مجهودًا خرافيًا في التمثيل لإقناع حكم المباراة والعالم بأكمله بأنه يشعر بالألم.

 

فيليبا ستراندبيرغ مدربة على التمثيل في لندن أبدت استيائها أيضًا من الأداء التمثيلي للاعبين في كأس العالم، حيث أنها ترى بأنه يفسد اللعبة من وجهة نظرها كمشجعة لرياضة كرة القدم، أما من وجهة نظرها كمدربة فنون فأن هذه الحركات المبالغ فيها من لاعبي كرة القدم تثير استيائها.

 

وقالت ستراندبيرغ: “اللاعب الذي يتعرض للاصطدام بذراعه لا يجب عليه أن يمسك رأسه ويتألم، الجماهير لا تستمتع برؤية ذلك، لن يصدقك أحد، ولن يتعاطف معك أحد، وسيبدأ الجميع في التساؤل عن هذه التصرفات وسيرون أن من يمارس هذه التصرفات مريضًا نفسيًا”.

 

في نفس السياق يرى كيلي “مدرب تمثيل” أن بعض من نجوم الرياضة يجيدون التمثيل، وذلك بعد أن أشرف على تدريب نجم كرة السلة الأميركية في التسعينيات ريك فوكس، الذي ظهر في عدة أفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية أثناء فترة لعبه لأندية بوسطن سيلتكس ولوس أنجلوس ليكرز.

 

كيلي كشف أنه وبخ أداء بعض من نجوم كرة السلة أثناء حديثه مع فوكس، حيث رأى أن هناك مبالغة من هؤلاء لجذب تعاطف الحكام معهم.

 

وعند سؤاله عما يفعله نيمار في كأس العالم الحالية، يرى كيلي أن الأداء التمثيلي المبالغ فيه لنيمار يغطي على ما يقدمه من أداء جمالي في الملعب من إحراز الأهداف وصناعة الأهداف لزملائه والمراوغات الناجحة.

 

الانتقادات التي وجهت لنيمار كانت أيضًا من موطنه، حيث كتب أليخاندرو تشاكوف وهو كاتب من ريو دي جانيرو مقال بعنوان “سقوط رجل”، وقال فيها: “الناس تصف نيمار بالممثل، وأنا لا أتفق معهم، فأنا أراه أسوأ ممثل”.

 

وعلى الجانب الآخر يدافع البعض عن نيمار، مثل مواطنه الظاهرة رونالدو الفائز مع البرازيل بكأس العالم 2002 والذي يرى أن على الحكام توفير الحماية لنيمار، كذلك مدرب منتخب السيلساو الحالي تيتي.

 

الطريف في الأمر أن تيتي كان قد هاجم نيمار منذ 6 أعوام عندما كان يدرب كورينثيانز البرازيلي ووصف نيمار لاعب سانتوس وقتها بأنه مثال سيء لا يجب أن يحتذي به الأطفال، ولا يجب أن يكون قدوة لابنه، وذلك تعليقًا على ادعاء نيمار للإصابة.

 

وبالعودة إلى كالدر الأستاذ بكلية تيش للفنون بجامعة نيويورك قال: “التمثيل هو شيء مشترك في جميع البشر، الطفل يُمثل البكاء إذا أراد جذب انتباه والدته، اللاعب قد يتظاهر بالبكاء من أجل حصول خصمه على بطاقة حمراء، البشر جميعًا يمثلون”.