باتت صور التناقضات بين إيران وروسيا تٌتٌرجم على الميدان السوري، وعلى ما يبدو تسعى روسيا بشتى الوسائل لإبعاد إيران عن سوريا، ولكي تتمكن روسيا من ذلك عليها أن تنهي وجود إيران العسكري في البلاد.
وهذا ما يحدث بالفعل، فمن المعروف أن “الفرقة 25 – مهام خاصة” التي يقودها “سهيل الحسن” والملقب بالـ”النمر” وكذلك “لواء القدس” التي يقودها “محمد أحمد محمد السعيد”، وهو فلسطيني من مواليد مخيم النيرب في محافظة حلب، وكان يعمل مهندساً قبل الأزمة السورية ومرتبطاً مع المخابرات الجوية لتسهيل فساده في بناء العقارات مع السماسرة، وتقاسم الأرباح في المباني العشوائية (غير نظامية) مع المخابرات الجوية، هما فصيلين عسكريين على أراضي سوريا ومن أشد الموالين والمظهرين الولاء لإيران.
روسيا بدورها تحاول شراء ولاء هذه الفصائل والمجموعات المسلحة لصالحها، فتقوم بتجنيدهم وإغرائهم بالمال للقتال في أوكرانيا وإبعادهم عن الساحة السورية، فنقلا عن مصادر من داخل “الفرقة 25 – مهام خاصة”، المدعومة من إيران، فإن مئات العناصر من الفرقة المتواجدين في أوكرانيا قد انخرطوا في العمليات القتالية التي قادتها روسيا ضد أوكرانيا.
ووفقا للمصادر، فقد بدأ العناصر بالمشاركة في العمليات العسكرية ضمن المناطق التي تسيطر عليها روسيا شرق أوكرانيا، وذلك بعد أن جرى نقلهم من سوريا إلى روسيا عبر مطار “حميميم”، وقد تلقوا هناك تدريبات عسكرية خلال آنذاك، كما ويتقن العديد منهم اللغة الروسية بعد خضوعهم لدورات عسكرية في روسيا قبل بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
واستقطبت الحرب الروسية على أوكرانيا عددا كبيرا من المقاتلين الأجانب والمرتزقة، وفق تحليل نشرته صحيفة “واشنطن بوست” في تقارير سابقة .
واختلفت التقديرات حول عدد المقاتلين الأجانب المشاركين في الحرب في أوكرانيا، فقد يكونون عدة آلاف قدموا من داخل وخارج الأراضي الأوكرانية والروسية، وقد حملوا السلاح من كلا الجانبين، وقد يكون العدد أكثر أو أقل.
وتشير المعلومات، بحسب شهادات قالت المنظمة إنها حصلت عليها من عائلات أقرباء لمقاتلين سوريين إضافة إلى ضباط في قوات النظام، إلى أنه “تمّ نقل ما لا يقل عن 100 مقاتل من أبناء وسط وجنوب سورية إلى جبهات القتال شرقي أوكرانيا، وذلك بعد تجنيدهم على يد “شركة الصياد الأمنية/ صائدو داعش” والقوات الروسية، لقاء أجور مالية متفاوتة تبدأ من 1000 دولار أميركي وصولاً إلى 1500 للشهر الواحد، مع وعود بالحصول على علاوات وميزات إضافية بعد انتهاء المهمة والعودة للالتحاق بالكتيبة الأساسية في سورية، والتي جاء منها المقاتل”.
وفي وقت سابق، نقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصادر محلية في حمص وسط البلاد أن القوات الروسية طلبت من الفيلق الخامس التابع لها الاستعداد لاستقبال منتسبين جدد إلى الفيلق في مطار تدمر العسكري، بهدف إرسالهم إلى روسيا وزجهم في حرب أوكرانيا.
ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط عام 2022، أكدت تقارير ومصادر سورية بدء عمليات تجنيد واسعة لعناصر سورية للقتال إلى جانب الجيش الروسي، كما عرضت قناة الجيش الروسي مقطعا مصورا يظهر تطوع عشرات من مقاتلي النظام للتوجه إلى أوكرانيا.
ومسبقاً أقدمت القوات العسكرية الروسية الموجودة في قاعدة حميميم العسكرية على تكريم قيادات ميليشيا لواء “القدس” الفلسطيني الموالي للأسد والمدعوم إيرانيا، والذي يتمركز في حلب، عقب استمرار الفصيل المذكور بقتل الشعب السوري، والرضوخ الكلي للمحتل الروسي.
تقليد قيادات الفصائل الفلسطينية التي ارتكبت عدة مجازر بحق السوريين في حلب، شمل تقليد كل من قيادة الفصائل وقادة كتائبها والسرايا من قبل الضباط الروس بأوسمة “البطولة، الكوماندوس”، كما شملت القلائد الروسية قيادات الفصائل المنتشرة في اللاذقية.
من جانبه، كشف مصدر أن سياسية “التكريم والأوسمة” التي تمتهنها موسكو حول الفصائل المحسوبة على الأسد والمدعومة إيرانيا، هدفها الحقيقي هو شراء ولاء هذه المجموعات المسلحة، وجعلها تأتمر بأمر القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، خاصة بعد نجاح موسكو في شراء ولاء العديد من الدفاع الوطني في أكثر من منطقة.
ويشترك “لواء القدس” -والذي يعد أحد أبرز القوى وأكثرها تنظيماً وإجراماً في قتل السوريين في مدينة حلب- لا سيما على جبهات المخابرات الجوية وحندرات، وقد تكوّن هذا الفصيل من بعض الشباب الفلسطينيين من مخيمي حندرات والنيرب، فمنذ انطلاقة شرارة الأزمة السورية كان المخيمان نقطة انطلاقة للشباب الفلسطينيين الذين تطوعوا لقمع السوريين.