تُعد الأزمة السورية واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا في العالم؛ نظرًا لتعدد أطرافها ما بين أطراف محلية، وإقليمية، وأخرى دولية، وتعدد وتباين مصالح كل طرف إلى حد التشابك وأحيانًا التعارض.
حيث باتت سوريا منطقة مواجهة بين الميليشيات الإيرانية التي تتلقى ضربات يومية من اسرائيل بظل سكوت روسي وتحلّ بالصبر الاستراتيجي من قبل طهران، ومحاولة واضحة من النظام السوري لعدم الدخول في الحرب والهرب من المواجهة.
أشارت المصادر بانه على الرغم من إعادة دمشق لمقعد سوريا في الجامعة العربية وما تبع ذلك من لقاءات وأبواب فتحت أمام المسؤولين السوريين لم يترجم النظام السوري أي بادرة إيجابية على الأرض، إن كان بشأن ملف المخدرات أو عودة اللاجئين، ومن ثم دفع عملية كتابة الدستور وصولا إلى حل سياسي، يتماهى مع قرار مجلس الأمن.
قال المحللون ان المشروع العربي الذي يعرف أيضا بـ”المبادرة” القائمة على “خطوة مقابل خطوة” انتهى، دون أن يكون ذلك مرتبطا أو مؤثرا على مسار العلاقات الثنائية.
النظام فقد معظم إمكانياته المتعلقة بفرض سياسات على الدولة السورية، خاصة أنه رهن القرار العسكري لإيران وروسيا، كما رهن القرار الاقتصادي وما إلى ذلك.
قال المحللون بأن النظام اثبت أنه غير جدير أن يكون شريكا سياسيا وإقليميا أو عربيا، خاصة أنه بعد مرحلة التطبيع كان هناك تصاعد في التهديد الأمني.
يستمد الأمر أهميته من حضور إيران وروسيا المتنوع والمثير في الصراع السوري؛ حيث لهم تأثيرات متعددة، أبرزها تأثيرهم السياسي والعسكري بما فيه من فعل وتدخلات، ومثله انخراطها العسكري والأمني في الصراعات.
يؤشر التدخل العسكري الروسي إلى ضعف متزايد في قوة النظام السوري وإيران أيضا، حيث كان واضحا في الفترة الأخيرة أن النظام ضعف كثيرا، وأن إيران لم تعد تحتمل تعزيز قدراتها في سوريا لحمايته، بعد أن حدث اختلال في ميزان القوى العسكري لغير مصلحة النظام وحلفائه.
فالتدخل الروسي والايراني قادم من أجل تدعيم سلطة الأسد المتهاوية.