يوم تاريـ.ـخي..سـ.ـقوط نظـ.ـام البـ.ـعث في سوريا بعد استـ.ـمراره لمدة 53 عاماً

بعد نحو 53 عاما من حكم عائلة الأسد، انهار نظام حزب البعث الذي استولى على السلطة في سوريا عام 1963، وفقد نظام بشار الأسد السيطرة على العاصمة دمشق وتمكنت جماعات المعارضة المسلحة من تعزيز قبضته. عليه، دون أي مقاومة تذكر.
وصل حزب البعث إلى السلطة في سوريا بانقلاب عام 1963، واستولت اللجنة العسكرية التابعة للفرع السوري للحزب على السلطة، وأعقب ذلك انقلاب عام 1970 القيادة الإقليمية لحزب البعث الفريق الركن حافظ الأسد ورئيس الأركان مصطفى طلاس واللواء اسكندر سلامة والعديد من البعثيين الموالين لهم الضباط. ونتيجة لذلك، تم تعيين أحمد الحسن الخطيب رئيساً مؤقتاً للجمهورية، وبعد ذلك تم تعيين حافظ الأسد رئيساً مؤقتاً للجمهورية. وصل الأسد إلى السلطة عام 1971.
ومع وفاة حافظ الأسد عام 2000، تم تغيير الدستور، وتولى بشار الأسد قيادة الحزب والنظام.
في عام 2011، اندلعت ثورة شعبية تطالب بالحرية في سوريا وتدخل النظام بالعنف، مما أدى إلى مقتل الآلاف من الأشخاص وإغراق سوريا في دوامة الحرب الأهلية، وتشريد ملايين الأشخاص في الداخل والخارج.
كانت سوريا في قبضة دكتاتورية وحشية مروعة لعقود من الزمن. حماة وحمص ودمشق كلها عادت إلى عناوين الأخبار بين عشية وضحاها بسبب سيطرة هيئة تحرير الشام عليها والسقوط السريع لنظام بشار الأسد، ولكنها كانت موطنًا أيضًا لأفظع أجزاء من تاريخ سوريا. على التوالي، مذبحة عام 1982 التي راح ضحيتها 20 ألف شخص في حماة، أو حصار حمص ثم تجويعها عام 2012، أو استخدام غاز السارين في الغوطة بالقرب من دمشق ضد الأطفال في الأقبية عام 2013. ثم كان هناك تنظيم “داعش” من عام 2014 إلى عام 2017. 
بدا الأمر وكأنه لم يعد هناك ما يمكن أن تتعرض له سوريا أكثر من ذلك تحت سلطة نظام دكتاتوري، إلى أن جلبت لها الأيام العشرة الماضية التحرير.
ومع فجر يوم 8 كانون الأول (الأحد)، وهو اليوم الذي لن ينساه السوريون، انتهى النظام البعثي وحكم آل الأسد، وخرج السوريون إلى شوارع العاصمة دمشق بعد أن بدأت قوات النظام البعثي بالخروج من العلن مع انسحاب المنشآت والشوارع، وبينما أحكمت هيئة تحرير الشام سيطرتها على وسط دمشق، فقد النظام السيطرة على المدينة.
وأكدت وسائل الإعلام الروسية، إن بشار الأسد غادر العاصمة دمشق فجر اليوم الأحد، في أعقاب هجوم واسع النطاق شنته هيئة تحرير الشام بدء بالريف الغربي لحلب، في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني المنصرم، وانتهى بدخول العاصمة وإسقاط الأسد صباح اليوم.
وأشار الإعلام الروسي إلى أن مغادرة الأسد تأتي على خلفية التطورات السريعة والميدانية التي شهدتها العاصمة، فيما نقلت وكالة رويترز عن مصدرين في نظام البعث أن الأسد صعد على متن طائرة خاصة وغادر العاصمة إلى وجهة لم يُعلن عنها.
وبذلك يكون سقوط نظام الحكم في سوريا بعد استمراره لمدة 53 عاماً.