كــيـــفَ يــمــكـــن أن نـُـحّـــرر عــفـــريــــن ونُــفــشـِــل الــتهـــديـــدات على منــاطقـــنا؟!

آلدار خليل –
من الضروري والهام أن نعلم بأننا في هذه المرحلة المهمة والحساسة؛ نواجه جملة من التهديدات على مشروعنا؛ بالرغم من إن هذه التهديدات ليست بجديدة إلا إنها تتميز في هذه المرحلة ببلوغها الذروة؛ كونها باتت تحمل كل الاحتمالات فقط من أجل النيل من مشروعنا ومكتسبات شعبنا، بمعنى إنه يمكن وصف التهديدات التي تتم على مشروعنا ومنطقتنا في هذه المرحلة بأنها تستهدف الوجود من عدمه وهذا ما يستوجب رؤية جديدة تحتوي كل هذه التهديدات وفق ما يطور النموذج والمشروع الديمقراطي الذي نسعى إليه، فكما كان شعبنا دائماً في كل مرحلة أمام رؤية تضمن له البقاء والنجاح في خطوات مشروعه؛ تستوجب المرحلة الحالية الأمر ذاته. ولكن؛ بجهود أكثر مضاعفة كون هذه المرحلة هي الأهم والأخطر.
تضمن مرحلة الإعداد لمواجهة الخطر في هذه المرحلة التطوير دون شك في المجالات كافة بما فيها العسكرية، السياسية، الدبلوماسية، والمجتمعية، إضافة إلى إدراك هدف عام وجعله محور الاهتمام دائماً وهو موضوع عفرين، حيث أن التهديدات الحالية تصّب في هدف الفصل بين جهودنا في الحفاظ على ما تم إنجازه وبين تحرير عفرين. بمعنى إن المخطط الذي هو موجود الآن هو التعامل مع مناطقنا وكأنها جزء منفصل من عفرين أو كأن عفرين قد انتهى موضوعها وإن كانت لدينا جهود؛ فلابد منها من أن تكون موجودة ومسخّرة في الحفاظ على باقي المناطق وهذا ما يمثل الخطر الحقيقي في المشروع المضّاد ضد شعبنا في هذه المرحلة بجانبه الخفي.
إن الهجوم على عفرين وما ظهر من مقاومة ومن ثم تغيير الرؤية في الدفاع والانتقال إلى المقاومة في مرحلتها الثانية، إضافة إلى مراجعة كافة التفاصيل المتعلقة بالشروط والظروف التي تمت فيها الهجمات التركية الفاشية؛ قد تم التوقف عليه بشكل دقيق لدرجة كان هناك الكثير من الأمور التي أخذت الاهتمام الكافي بأكثر من مجال دون أن ننسى بأن في المرحلة تلك؛ انعقد كونفراس وتم تقديم النقد الذاتي، إضافة إلى إنه كان هناك ترحيب بالآراء كافة التي ظهرت من كل الأطراف والقوى والأحزاب والشخصيات بما فيها الذين هم خارج الإدارة الذاتية الديمقراطية خاصة تلك الأطراف الغيورة على عفرين، وهذا يدّل على ضرورة الانتقال إلى مرحلة نضمن فيها وحدة الموقف من أجل البدء ببناء رؤية يمكن لنا من خلالها تحرير عفرين وإفشال المخططات والتهديدات التي تتم على مناطقنا في أكثر جوانبها الخطيرة وهو جعل عفرين خارج اهتمامنا.
مع التقبل والإعادة للآراء والرؤى كافة والمراجعة الشاملة لكافة التفاصيل؛ نجد بأننا نحتاج في هذه المرحلة إلى أن نضع الاستراتيجية الموحّدة من أجل العمل على إخراج الاحتلال التركي ومرتزقته من عفرين وإعادتها إلى أهلها، مع التأكيد على إن خيار تحرير عفرين أولوية لا يمكن لنا التراجع عنه على الإطلاق. لذا؛ يمكن العمل وفق كافة الإمكانات بما يخدم هذا الهدف وهنا يبرز الدور الآخر لكل الأطراف الغيورة والحريصة على عفرين بحيث نكون وبكافة أشكالنا التنظيمية وفي المجالات كافة؛ متأهبين لتحرير عفرين ونعمل على إن نكون بموقفنا هذا نمثل الاستجابة الكاملة لهذه المرحلة ونضمن إضافة نصر تاريخي آخر إلى سجلات شعبنا في مقارعة الإرهاب وإنقاذ الإنسانية والإثبات للعالم مرة أخرى بعد هزيمة الإرهاب إن إرادة شعبنا لا تقبل بأي شكل من الأشكال دوام الظلم والاحتلال والتجاوزات في أي مكان وفي المقدمة مدينة عفرين.
التحرك في مختلف الاتجاهات وبكل الإمكانات ومن الجميع هام، وجعل شعار “تحرير عفرين” في مقدمة جميع نشاطاتنا مع التأكيد على أن يكون لدينا موقف واحد ورأي واحد حيال عفرين وتحريرها بغض النظر عن الاختلافات في الآراء في المجالات الأخرى؛ مع إدراكنا التام بأن استهداف عفرين لم يكن نتيجة وجود طرف معين فيه دون آخر؛ إنما الهدف كان من أجل ضرب أي شيء يحققه شعبنا بغض النظر إن كان في عفرين أو في مكان آخر. لكن؛ دائماً ذريعة الأعداء والقوى المحتلة تسويق ما يحقق الشرخ بهدف توجيه وصرف الأنظار عن ممارساتهم واحتلالهم كما الحال بالنسبة لعفرين وباقي المناطق في يومنا الحالي؛ ما يتطلب وبالضرورة الالتفاف حول تحرير عفرين قبل أي شيء آخر كطريق لإفشال باقي المخططات والتأكيد على وحدة عفرين مع باقي المناطق وإن وجودها تحت الاحتلال يعني الخطر في كل مكان.