أخبار عاجلة

الائتلاف واجهة للتنظيمات الإرهابية ما الفائدة من ذهابه إلى جمعية الأمم المتحدة..؟

-تحدثت تقارير عن ذهاب المجلس الوطني الكردي والائتلاف والنظام السوري إلى جمعية الأمم المتحدة.. كيف تقيم ذلك؟
كما تعلمون فقد جرت في الآونة الاخيرة تحركات دبلوماسية كثيرة ومن قبل كافة الاطراف واللاعبين في الساحة السورية . فنحن نعلم بأن الرئيس السوري بشار الاسد قد عقد إجتماعات مع الرئيس الروسي الى جانب لقاءات المسؤولين الروس مع قيادات مجلس سوريا الديمقراطية , والذي ترافق مع لقاءات بين ممثل الرئيس الامريكي للشرق الاوسط وشمال افريقيا مع الممثلين الروس وزيارة وفد مجلس سوريا الديمقراطية الى واشنطن , وكل ذلك قرأ من قبل المتابعين للشأن السوري على أنه بداية توافق روسي أمريكي للوصول الى حل سياسي للمسألة السورية وسط غياب من اللاعبين التركي والايراني عن هذه اللقاءات , والاعتقاد بسعي كل من روسيا وأمريكا بتحجيم الدور التركي الى جانب اضعاف النفوذ الايراني وخاصة في جنوب سوريا حيث تدخل مسالة الامن القومي الاسرائيلي في الموضوع , وظهور بوادر حوار ما بين الادارة الذاتية لشمال شرق سوريا والنظام السوري والذي تشجعه موسكو بالتوافق مع امريكا , لذلك وباعتقادي أن ما سميت وتسمى بالمعارضة السورية بشقها السياسي والمتمثلة في الاتلاف السوري المعارض وهيئة التفاوض والراعي التركي يشعرون بأنهم قد فقدوا المصداقية والدعم من القوى الدولية, والدول التي عدت نفسها كأصدقاء للشعب السوري والذين أصابهم خيبة الامل من هذه الهيكليات نتيجة تحولها الى مظلة للفصائل الاسلامية المتشددة والارهابية , هذه الفصائل التي ادعت الثورة على النظام السوري فإذا بها وقد تحولت الى مرتزقة ومقاتلين تحت الطلب ومارسوا صنوف الارهاب على الارض السورية وفي ليبيا وناغورني كرباغ ,ومناطق اخرى , وتخشى هذه المعارضة من خسارة مناطقها لحساب النظام السوري وسط ‘إشارات من الولايات المتحدة الامريكية بعدم التزامها بحماية مناطقهم التي هي عائدة للنفوز الروسي وتزايد القصف الروسي على مناطق خفض التصعيد وتهديد النظام السوري ولأول مرة بالرد على الانتهاكات التركية , لذلك ووسط كل هذه المتغيرات فأن الاتلاف السوري ومدعوما من تركيا تسعى من خلال ذهابها الى امريكا السعي الى اقناع القوة الدولية المختلفة بأعاده الثقة بها ودعمها والضغط على النظام السوري لقبول التفاوض والعملية الدستورية ومحاولة التأثير على المواقف الايجابية لهذه الدول من الادارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية لإجهاض أي تسوية قد يفضي بالاعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية وكلها بتوجيه ودعم مباشر من النظام التركي المتمثل بحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية . أما المجلس الوطني الكردي فهو ضمن الاتلاف السوري, ووجود ممثلين عنه في وفد الاتلاف المعارض هو ليس للخصوصية أو القضية الكردية في سوريا وانما فهي لخدمة هذه الاجندات التركية لا أكثر واستخدامهم كورقة معاكسة للممثلي الادارة الذاتية في سعيهم لكسب التأييد العالمي للإدارة الذاتية , والتسويق للأتلاف الاخواني كجامع لحقوق كل المكونات السورية وخاصة الكرد بعد أن اظهرت العشرات من التقارير الدولية جرائم وارهابية القوى المرتبطة بالأتلاف السوري وخاصة ضد المكون الكردي , أما بالنسبة للنظام السوري فأنه يشارك بوفد رسمي في اعمال الجمعية العامة وسيسعى هذا الوفد الى اظهار مظلومية النظام وضرورة فرض سيادته على كافة الاراضي السورية واخراج القوى الاجنبية المتمثلة بتركيا وامريكا من المنطقة, والنظام كان سيحضر بغض النظر عن حضور أو عدم حضور المعارضة التي ستعقد اجتماعات على هامش الاجتماعات وليس في الاجتماعات الرسمية للجمعية ,

-خلال سنوات الأزمة السورية كان ما يسمى الائتلاف السوري واجهة للتنظيمات الإرهابية وفشل في تحقيق أهداف الثورة السورية.. ما الفائدة من ذهابه إلى جمعية الأمم المتحدة ؟

الراعي الاساسي للأتلاف السوري وفصائله الارهابية هي الدولة التركية والتي أصبحت الناطقة الرسمية باسمها , ولا يستطيع الاتلاف السوري بتشكيلاته التغريد منفردا وبارادته بعيدا عن الاملاءات والتوجيهات التركية , لذلك حقيقة لم يبقى في هذه الهيكلية ما يشير الى الثورة المزعومة ولا الى خصوصيتهم السورية سوى بعض الشكليات والشعارات التي بات الشعب السوري حتى في مناطق سيطرتهم لا يؤمنون أو يثقون بهم ,وقد كشف توجهاتهم وتحركاتهم سواء السياسية والعسكرية حقيقة كونهم تشكيلات مرتبطة بالاستخبارات والقوات التركية وتنفذ اجنداتها على الساحتين السورية والاقليمية , أي يقومون بعمل وظيفي للدولة التركية لذلك وبعد أن فشلوا في تحقيق حلم السلطان العثماني الجديد السيد رجب طيب اردوغان في اسقاط نظام دمشق والاتيان بالاخوان المسلمين الى سدة الحكم , فقد تم توجيههم الى ضرب المشروع الديمقراطي للإدارة الذاتية واستهداف الشعب الكردي , والتحول الى شركات خاصة لتصدير عناصرها كمرتزقة الى حيث المخططات والمشاريع التركية , لذلك فأن توجههم الى الجمعية العامة للأمم المتحدة تأتي في اطار التوجيهات التركية واستخدامهم وظيفيا ضد سعي الادارة الذاتية الديمقراطية في شمال و شرق سوريا للاعتراف بها وحل الازمة السورية, بعيدا عن التدخل الخارجي وأنهاء الاحتلال للأراضي السورية , لذلك فأن الدعم المادي والدبلوماسي التركي وتوجههم الى نيويورك والسعي لأجراء لقاءات مع الاطراف المتعددة الهدف الاول منه هو تركي ويستهدف أي مكسب للكرد أو التجربة الديمقراطي لشمال شرق سوريا , رغم ادعاءهم بانهم ذاهبون لأجل كسب التأييد للشعب لذلك السوري وقضايا المعتقلين والدستور وغيرها فكل ذلك لا يعني شيئا بالنسبة للدولة الراعية لهم أي تركيا التي هي من باعت الشعب السوري وحولت ابناءه الى انكشاريين خدمة لأحلامه الفاشية في التوسع على حساب الدم السوري الذي يتباكى الاتلاف زورا على ما كانوا شركاء فيه من اذلال للشعب السوري . لذلك فالفائدة من ذهابهم الى الجمعية العامة هي محاولة تركية لتسويقهم كمعارضة وطنية سورية بعد ان قام بدمج كل فصائل الارهاب في بوتقتهم.

-فيما يخص المجلس الوطني الكردي، إلى هذه اللحظة لم يعترف هذا المجلس بالانتهاكات التي تعرض لها الكرد في المناطق التي احتلتها تركيا على الرغم من اعتراف العالم كله، فماذا سيقدم ذلك للكرد؟
اعتقد أن هناك التباس في حقيقة وجود وفد من المجلس الكردي بأسم المجلس في الوفد المعارض الذي يزور نيويورك لاجراء اجتماعات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة , مع ادعاء الاعلام المقرب من المجلس بأن لهم حضور كمجلس وطني وأنهم سوف يطرحون قضايا وطنية على ممثلي الدول الفاعلة في الشأن السوري الى جانب القضية الكردية , غير أن حقيقة الامر هو أن السيدين إبراهيم برو وعبد الحكيم بشار هما ضمن الوفد الممثل من قبل الاتلاف السوري حيث أن الشخصيات المشاركة في وفد الائتلاف هي: رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط، رئيس هيئة التفاوض السورية أنس العبدة، الرئيس المشترك للجنة الدستورية هادي البحرة، نائب رئيس الائتلاف لشؤون العلاقات الخارجية عبد الأحد اسطيفو، نائب رئيس الائتلاف عبد الحكيم بشار، نائب رئيس الائتلاف ربا حبوش، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف ورئيس مكتب العلاقات الخارجية بهيئة التفاوض بدر جاموس، أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف عبد المجيد بركات وعضو هيئة التفاوض السوري إبراهيم برو, ومن دون ذكر كونهم كممثلين باسم المجلس الوطني الكردي , فما ذكره وفد الاتلاف عن اهداف زيارتهم هي كالتالي (الدفع قدماً باتجاه العملية التفاوضية وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 وجميع القرارات الأممية ذات الصلة، والضغط على النظام السوري للانخراط الجدي في العملية السياسية”، فضلاً عن “مناقشة الأوضاع الميدانية وخصوصاً ما يجري في إدلب ودرعا، ودعم المبادرات الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في المجتمعات المحلية في جميع المناطق السورية”.و أن وفده (أي الاتلاف سيلتقي) في واشنطن مع مسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض، و”سيناقش في هذه اللقاءات الموقف الأميركي من القضية السورية وأهمية دعم المعارضة السورية واستئناف دعم المناطق المحررة”, بينما يدعي ممثلوا المجلس الوطني الكردي بأنهم سيطرحون القضية الكردية في لقاءاتهم في استغباء للشارع الكردي علما بأنه لا وجود حتى لكلمة الكردي في برامج وفد الاتلاف الذي هم جزء منه , وكما تحدثنا عن الدور الوظيفي للأتلاف السوري في خدمة الاجندات التركية, فالمجلس الوطني الكردي ايضا يستخدم وظيفيا على اتجاهين , فهو من جهة لإكساب الشرعية للأتلاف السوري كجامع للمكونات السورية ومن جهة اخرى شرعنه الهجمات و المخططات التركية ضد الشعب الكردي ومكاسبه كما حدث في عفرين وكري سبي وسري كاني وتسويقها على انها عمليات ضد الارهاب وليس ضد الشعب ,كون المجلس الوطني الكردي يصادق على ذلك ,ويبرر ويشرعن الوحشية التركية , لذلك فالمجلس الوطني الكردي العاجز عن الاعتراف بتركيا كدولة محتلة والعاجزعن الاعتراف بجرائم الفصائل الارهابية ويدعي بعدم وجود الانتهاكات في المناطق المحتلة مكذبا المنظمات الدولية , لا يستطيع تقديم شيء للشعب الكردي وشعبنا يدرك ذلك ,فالمجلس الوطني الكردي لا يستطيع تجاوز دوره الوظيفي الممنوح له ائتلافيا وتركيا , فما قدمه المجلس الكردي لعفرين التي ادعت بانها تحررت وما قدمه لرأس العين وتل ابيض , حتى الان لا يستطيعون فتح مكاتب لهم هناك , فماذا سيقدمون للشعب الكردي سوى المزيد من الاجندات التركية ؟

– هل سيطالب المجلس الوطني الكردي بإيقاف الانتهاكات بحق الكرد وإعادة المهجرين من عفرين وسري كانيه وكري سبي؟
المجلس الوطني الكردي عاجز تماما عن وضع النقاط على الحروف بالنسبة للممارسات والانتهاكات والفظائع التي تتم بشكل ممنهج وبتوجيهات من الاستخبارات التركية على يد الفصائل المختلفة في المناطق المحتلة, فهي لا تسمي الاشياء بسمياتها , وانما تحورها بما يتلاءم وارتباطاتهم بالأتلاف الإخواني والدولة التركية أي وفق عبارات ( تجاوزات , ممارسات فردية , انتهاكات محدودة ) ومن دون تحميل الدولة التركية حقيقة كونها هي الفاعل الحقيقي والمحتل الذي من دونه لما كان بإمكان هذه الفصائل ممارسة شيء من افعالهم , المجلس الوطني الكردي لا يحمل تركيا مسؤولية التغيير الديمغرافي وحتى تدمير التراث وطبيعة المناطق المحتلة في الوقت الذي يحمل قوات سوريا الديمقراطية مسؤولية الحرب التركية واحتلال المناطق والتغيير الديمغرافي , لذلك فالمجلس الوطني الكردي لن يتجرأ في الحديث عن الانتهاكات ولا عن وحشية الدولة التركية ومرتزقتها وإنما سيتحدث عن العودة , سيطالب بعودة المهجرين من عفرين وسري كاني وكري سبي ووفقا للدعاية التركية المدعية بعدم وجود خطر على العائدين وضمان أمنهم التي يسعى المجلس الوطني الكردي من خلاله اقناع المهجرين بالعودة بضمانات وهمية وسيحمل قوات سوريا الديمقراطية سبب عدم عودتهم وسبب التغيير الديمغرافي في هذه المناطق أي تسويق وتبيض لتركيا وفصائلها الارهابية .

(كرديار دريعي)