أخبار عاجلة

هل تتحول دمشق إلى أداة لأنقرة وتقدم إليها نصراً مجانياً في انتخاباتها القادمة؟

مع تهاوي شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدأ بالاستثمار في مسألة يعتقد أنها ستقدم له نصراً مجانياً على طبق من ذهب قبيل الانتخابات العامة التركية في حزيران العام المقبل.

أردوغان الذي أعلن في أكثر من مناسبة عدائه للحكومة السورية، يتجه اليوم إلى التقارب معها. فما هي دوافعه؟

مع أنه لم يدخر جهداً للوقوف ضدها، يسعى الرئيس التركي إلى استخدام الحكومة السورية أداة في كسب الانتخابات التي ستبقيه في السلطة لـ ٥ سنوات إضافية، بحسب ما يراه مراقبون.

كيف ستكسب أنقرة الانتخابات عبر الحكومة السورية؟

يطمع أردوغان وحكومته بتخفيف الضغط في الداخل التركي الذي يوشك على الانفجار، وإنهاء مشاكله الداخلية عبر التقارب مع دمشق، ولا سيما مسألة اللاجئين السوريين، هذا ما سيضفي إلى رصيده الانتخابي المتهاوي رصيداً إضافياً يوصله إلى سدة السلطة مرة أخرى، وبذلك ينقذ نفسه وحزبه من هزيمة وشيكة، خاصة وأن ملف اللاجئين قد تحول إلى ورقة بيد المعارضة التركية. بحسب متابعي الشأن التركي.

ما قصة التوقيت؟

يرى المختصون بالشأن التركي، أن التوقيت يلعب دوراً مهماً في حسابات أنقرة، إذ تتخذه عامل قوة، وتفضيلها لهذا التوقيت يأتي بعد فشلها في الحصول على ضوء أخضر بشن هجوم احتلالي على مناطق شمال وشرق سوريا، إذ سيعتبر أي تقارب مع دمشق متنفساً بالنسبة لها، وعاملاً لكسب الانتخابات.

الوسيط الروسي

ووفقاً لما يتوضح على الأرض، فإن خطة تقارب أنقرة مع الحكومة السورية في دمشق لكسب الانتخابات هي خطة روسية بامتياز، حيث تتميز العلاقة بين العدويين الحليفيين (روسيا وتركيا) علاقة قائمة على تبادل المنفعة والمصالح والاستثمار الاقتصادي لأزمات المنطقة.
على صعيد الحكومة السورية: تهدف روسيا من خلال هذا التقارب إلى تقوية عود الحكومة على حساب الإدارة الذاتية بل وإضعافها، لا سيما وأنها تتعرض لهجمات تركية شرسة ومستمرة.
على صعيد الحكومة التركية: تسعى روسيا إلى التأثير على تركيا التي هي بحاجة إليها لتصبح مركز عالمياً لتصدير الغاز إلى أوروبا ما سيجنبها تداعيات الأزمة الاقتصادية العاصفة بتركيا، وبذلك تكسب الأخيرة عاملاً مهماً للفوز بالانتخابات.

موقف دمشق

مثلما يقال (كل الطرق تؤدي إلى روما) فإن كل دوافع أردوغان من التقارب مع الحكومة السورية -حسب ما يبدو- تؤدي إلى كسب الانتخابات، ما يعني أنه تقارب مؤقت، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستقدم دمشق نصراً مجانياً لأنقرة وتتحول إلى أداة دعاية انتخابية لأردوغان وحزبه؟
لا سيما أنها وضعت شروطاً أساسية لتحقيق أي تقارب، وفي مقدمتها الانسحاب الكامل للاحتلال التركي من الأراضي السورية المحتلة ووقف دعمها للفصائل السورية الموالية له. وهل سيحقق أردوغان شروطها هذه؟