أدانت 126 منظمة وجمعية حقوقية وإنسانية في شمال وشرق سوريا، عدم أخذ منظمة الصحة العالمية للتوزع السكاني والتقسيمات الإدارية والخلافات السياسية التي من الممكن أن تؤثر على توزيع لقاحات فيروس كورونا المخصصة لسوريا، بعين الاعتبار.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أن سوريا، ستتلقى خلال الأسابيع القادمة أول شحنة من لقاحات فيروس كورونا.
وخصصت المنظمة، (336) ألف جرعة لمناطق ما تسمى المعارضة والواقعة تحت نفوذ الاحتلال التركي، و90 ألف جرعة إلى مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وردًا على ذلك، أصدرت 126 منظمة وجمعية حقوقية وإنسانية ومدنية بيانا مشترك أدانوا خلاله التوزيع غير العادل.
وقالت هذه المنظمات في بيانها: “على ما يبدو، لم تأخذ منظمة الصحة العالمية بعين الاعتبار التوزع السكاني والتقسيمات الإدارية حسب مناطق السيطرة والخلافات السياسية الموجودة في سوريا حالياً، والتي يمكن أن تؤثر على آلية التوزيع وشفافيتها”.
وأوضحت أن تخصيص 90 ألف جرعة لمنطقة جغرافية تضم أكثر من 5 مليون إنسان بعضهم يعيش في مخيمات لجوء مثير للدهشة.
وعبرت هذه المنظمات عن قلقها من استغلال الحكومة السورية هذه اللقاحات في صالح تمرير سياسته وفرضها على المدنيين في شمال وشرق سوريا.
وقالت: “وضع هذه اللقاحات بيد النظام يفتح الباب أمام استفسارات كثيرة، فهذه الجرعات المفترض توزيعها لا يتناسب عددها بالمقارنة مع عدد السكان حسب المعايير الدولية ولا تتناسب مع معايير منظمة كافي للقاحات”.
ولفتت هذه المنظمات النظر إلى مسألة الشفافية في توزيع المساعدات الإنسانية لدى الحكومة السورية وقالت: “من المعلوم أن النظام خلال السنوات السابقة قد أثبت عدم امتلاكه الشفافية في توزيع المساعدات، ولم يول أي اهتمام لتفشي جائحة كورونا في مناطق شمال وشرق سوريا”.
وأضافت: “توزيع المساعدات عبر النظام السوري يعني أن الفئات التي من المفترض أن تستفيد من اللقاح كموظفي قطاع الصحة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بالأمراض المزمنة سيكونون أكبر الخاسرين”.
وأشارت المنظمات إلى أن محافظتي الرقة والريف الشمالي لمحافظة دير الزور ومدينة كوباني والتي تضم كثافة سكانية خالية من أي وجود لمؤسسات النظام السوري كما أنها لا توجد فيها مقرات للأمم المتحدة وليس ثمة إمكانية للوصول إليها بأي شكل من قبل النظام السوري وبالتالي ستكون استثناء عن هذه المساعدات.
وفي الختام، طالبت المنظمات، منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع المنظمات المحلية في شمال وشرق سوريا أو السلطات المحلية في شمال وشرق سوريا لتوزيع اللقاحات لضمان وصولها إلى المدنيين وعدم تحويلها إلى ورقة سياسية بيد الحكومة السورية.