بعد تهديده.. هل يغتال “أردوغان” رئيس بلدية اسطنبول؟

باتت السياسة الديكتاتورية التي بدأها أردوغان ومن تبقى مجنداً في حزبه، لا تحتاج إلى تفسير أو ترجمة، فهذه الأساليب التي تتصيد ممن كانوا بالأمس رفاق الدرب له، وصولاً إلى رموز المعارضة التركية، الذين بدأوا بخطف الأضواء من أردوغان بعد أن كشر الأخير عن أنيابه عقب وصوله إلى مبتغاه السياسي، جعلت الدولة التركية داخل قبضة يده، يحركها كيفما يشاء، ووفق ما يشاء.

وفي تطور لافت، وبعد ساعات فقط من تحويل أردوغان، رئيس وزراء حكومته السابق “أحمد داوود أوغلو” إلى التأديب، هاجم وزير الداخلية التركية “سليمان صويلو”، الثلاثاء، رئيس بلدية اسطنبول المعارض للعدالة والتنمية “إمام أكرم أوغلو” بلهجة لا تمت للقانون بأية صلة، حيث توعد بـ”تدميره”، وذلك على خلفية تضامنه مع رؤساء بلديات جنوب شرق تركيا، الذين أقالتهم الحكومة التركية من مناصبهم وعينت وصاة موالين للعدالة والتنمية، بدلاً عنهم الشهر الماضي.

وقال صويلو أثناء تواجده في مدينة بورصة شمال شرق تركيا، “بأن علمية إقالة رؤساء البلديات تتفق مع القانون، وتابع، مخاطباً إمام أوغلو بقوله”جاهل، أنت تعرف مكانك وحدودك، هذه الدولة “تركيا” تعاملت مع هذه المنظمة الإرهابية لمدة 40 عاما، إذا تدخلت في أمور ليست من عملك فسوف “ندمرك”.

جاءت هذه التصريحات بعد يومين، من انتقاد أوغلو، للرئيس رجب طيب أردوغان، بسبب إقالة رؤساء بلديات جنوب شرق تركيا من مناصبهم قبل فترة، بتهمة “أنشطة إرهابية” حسب ادعاءات الحكومة التركية.

وقال إمام أوغلو خلال مؤتمر صحفي، عقده أثناء زيارته لبلدية ديار بكر واجتماعه مع رؤساء بلديات حزب الشعوب الديمقراطي المقالين “ما فعلته حكومة رجب إردوغان بإقالتها رؤساء منتخبين وتعيين وصاة بدلا منهم لأسباب ليست في القانون ولا تقنع الضمير العام، هو جهل وضلال”.

كما كتب في تغريدة بعد وصوله إلى مدينة ديار بكر على صفحته الرسمية في موقع تويتر “يجب علينا الوقوف ضد الظلم، وعدم الشرعية بغض النظر عن الطرف المتضرر”.

والتقى إمام أوغلو برؤساء البلديات الثلاثة المقالين في مدينة ديار بكر، ونشر صورا معهم على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر.

وكان أوغلو قد أعلن الأسبوع الماضي، أن بلدية إسطنبول ألغت تحويل أكثر من 350 مليون ليرة “61 مليون دولار” لبعض المؤسسات التابعة لحزب العدالة والتنمية، في أول خطوة يتخذها ضد أردوغان منذ انتخابه.

وأدى قرار رئيس بلدية إسطنبول، بوقف المساعدات التي تحصل عليها الأوقاف والجمعيات والإعلام الموالي لحزب العدالة والتنمية، إلى تعرض المجموعة لأزمة مالية حادة، ما اضطرهم لطلب دعماً مادياً من أردوغان للفترة المقبلة.

(وكالات)