على شاكلة داعش.. أبو عمشة وعصبته يفرضون الخمار على القاصرات في عفرين

فصيل “أبو عمشة” يمارس التضييق على النساء الكرديات في ناحية شيخ الحديد.. متدخلًا حتى في اللباس

لم تقتصر الانتهاكات التي يقوم بها فصيل سليمان شاه (العمشات) بقيادة المدعو “محمد الجاسم” ( أبو عمشة) في ناحية شيه / الشيخ حديد، على مصادرة ممتلكات سكانها الأصليين من الكُرد والمساهمة في تنفيذ سياسة التغيير الديمغرافي، بل تعدت ذلك إلى التضييق على من تبقى من سكان المنطقة ، وبشكل خاص فئة النساء والفتيات حتى دون سن 18، إذ يتدخل الفصيل بمعظم نواحي حياتهم الخاصة حتى في مسألة اختيار اللباس .

مصدر فضل عدم ذكر اسمه من ناحية شيخ الحديد، تحدث للمرصد السوري لحقوق الإنسان، عن قصة حدثت لطفلة لا يتجاوز سنها الـ 14 عاماً، تعرضت للضرب والتهديد بحلق شعرها على يد المدعو “محمد الجاسم” ( أبو عمشة) بنفسه، وذلك بتاريخ 15 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الفائت 2020، حيث تم اعتقال الطفلة من أحد الشوارع على يد عناصر فرقة”السلطان سليمان شاه” بتهمة التبرج، ومخالفتها لقرار ارتداء الزي الإسلامي الكامل، وتم اقتيادها لمركز الشرطة، الذي كان “أبو عمشة” في زيارة له، وفور وصولها، قام بضربها على الوجه عدة مرات ثم أعطى عناصره أمر بجلب حلاق لقص شعرها بشكل كامل، ما دعاها للبكاء دون السماح لها على بالتواصل مع ذويها للوقوف معه، وأضاف المصدر: أنه وفي اللحظات الأخيرة قبل قص شعرها، تراجع عن ذلك وسمح لها بالعودة بعد توجيه تهديد لها بعقوبة شديدة في حال تم إلقاء القبض عليها دون لباسها لـ”لحجاب الشرعي” ويخالف “أبو عمشة” في ذلك باقي مناطق “درع الفرات” و ” غصن الزيتون” التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا في ريف حلب الشمالي، رغم انتهاكاتها الكثيرة فإنها لا تتدخل بشكل ممنهج في طريقة لباس النساء الكرديات .

بدورها أكدت مصادر محلية “للمرصد السوري” أن فصيل”السلطان سليمان شاه” يتحكم في اختيار اللباس للفتيات الكرديات في ناحية شيه/ شيخ الحديد والقرى المحيطة بها، ويفرض على الغير متحجبات منهن ارتداء الحجاب بالإكراه تحت طائلة العقوبة، والتي تتراوح ما بين حلق الشعر كاملاً أو الاعتقال والتعذيب، وذلك تحت ذريعة مشابهة باقي النساء المقيمات في الناحية من المهجرين الذين تم توطينهم، وتجري عمليات تدقيق كبيرة على محلات بيع الألبسة ضمن الناحية للتأكد من عدم وجود لباس مخالف، من ناحية أُخرى فإن الترهيب والقبضة الحديدة هي سيدة الموقف في ناحية شيخ الحديد، كما وصفها ( ع.أ ) وهو نازح من منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي، ويقيم في الناحية، في حديثه للمرصد السوري يقول: أن الجو العام السائد هو جو الرعب، حيث يتعامل فصيل “سليمان شاه” بقبضة من حديد، ما يجعل المدنيين يشعرون بخوف دائم من الاعتقال والضرب، فابسط مخالفة صغيرة لأوامر وقرارات ما تسمى “بالقيادة” من قبل أي مدني تقابل بقسوة شديدة من قبل عناصر الفصيل وقائده( أبو عمشة) ، مضيفاً أن الأكراد هم الأكثر عرضة للانتهاك والمضايقة من قبل فصيل” سليمان شاه” ويستمر الفصيل بمصادرة ممتلكاتهم من منازل ومحلات تجارية ومزارع وتحويلها لصالح قيادات الفصيل، كما تجري بشكل دائم اعتقالات لمدنيين أكراد وسوقهم إلى السجون بتهمة التواصل مع القوات الكردية المسلحة، أو العمل لصالحها إبان تواجدها في المنطقة، معظم الانتهاكات يشرف عليها قائد الفصيل” محمد الجاسم” ( أبو عمشة) أو شقيقه المدعو “سيف عمشة” وبعض القادة المقربين منه، ويشير ( ع.أ ) في نهاية حديثه للمرصد السوري إلى عدم صحة ادعاء جماعة فصيل “سليمان شاه” لضبط الأمن والاستقرار في مناطق سيطرته، حيث تحدث الكثير من حالات السرقات والخطف والاغتيالات شهرياً وسط تغييب إعلامي عن مايحدث في الناحية

الجدير ذكره أن ناحية شيخ الحديد تتبع لمدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، وتخضع الناحية والقرى المحيطة بها إلى سيطرة فصيل فرقة “السلطان سليمان شاه” بقيادة “محمد الجاسم” ( أبو عمشة) والقوات التركية، وقد تم تهجير أكثر من 70 بالمئة من سكان الناحية الأصليين، ويعتبر فصيل “سليمان شاه” الأكثر نفوذاً من بين جميع فصائل “الجيش الوطني” الموالي لتركيا والمدعوم منها، ويعرف “أبو عمشة” كونه أبرز الشخصيات المقربة لتركيا وتمنحه صلاحيات كبيرة وحاصل على الجنسية التركية ويعرف أيضاً بالولاء المطلق لتركيا ويتلقى دعماً كبيراً بشكل مباشر من المخابرات التركية.

نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان