إذا كنت ممن ينتابهم الشعور بالملل أو الروتين من الحياة اليومية، فدراسة أميركية حديثة خلصت إلى أن ممارسة الرياضة تحد من ظهور أعراض الأمراض النفسية وتحسن الحالة المزاجية.
وبحث فريق الدراسة بيانات أكثر من 1.2 مليون بالغ في الولايات المتحدة، إذ أجاب المشاركون على سؤال بشأن وتيرة ممارستهم للرياضة خلال الشهر المنصرم بعيدا عن أي نشاط جسدي في نطاق العمل.
كما أجابوا على سؤال، يتعلق بكم مرة شعروا فيها أن صحتهم النفسية “ليست على ما يرام” بسبب التوتر والاكتئاب والمشاكل العاطفية.
وأشارت نتائج الدراسة المنشورة في دورية (لانسيت سايكيارتي) إلى أن أيام الشعور بالحالة المزاجية السيئة شهريا بلغت 3.4 يوم في المتوسط، وكانت أقل لدى من يمارسون بعض النشاط الجسدي خارج نطاق العمل بمقدار 1.5 يوم.
الرياضة “مضادة” للاكتئاب
وبدا أن للرياضة تأثيرا أكبر على من لديهم تاريخ مع مرض الاكتئاب، فضمن هذه الفئة تراجع شعور من يمارسون الرياضة بحالة نفسية سيئة بمقدار 3.8 يوم شهريا في المتوسط مقارنة بمن لم يفعلوا قط.
وقال آدم تشيكرود وهو باحث في الطب النفسي بجامعة ييل بولاية كونيتيكت الأميركية: “من يمارسون الرياضة يتحلون بصحة نفسية أفضل ممن لا يفعلون، خاصة من يتمرنون بين 3 إلى 5 مرات أسبوعيا لمدة 45 دقيقة”.
وأضاف: “تؤكد هذه الدراسة على المنافع الصحية المتعددة لممارسة الرياضة بغض النظر عن السن أو العرق أو النوع أو الدخل أو الحالة الجسمانية. أي قدر بسيط يفيد بمعدل 30 دقيقة كحد أدنى، وكل تمرين بما في ذلك المشي يرتبط بتخفيف مشكلات الصحة النفسية”.
وأثبتت الدراسة أن كل أشكال الرياضة تؤثر على حديث المرء عن شعوره بحالة نفسية سيئة.
وكانت الصلة أقوى في حالات من بينها الرياضات الجماعية وركوب الدراجات، إذ ارتبطت بتقليل أيام الشعور بحالة نفسية سيئة 22 بالمئة مقارنة بعدم ممارسة الرياضة لتليها تمرينات اللياقة البدنية، التي ارتبطت بتراجع الحالة المزاجية السيئة بنسبة 21 بالمئة.
وتوصلت الدراسة إلى أن التمرينات الذهنية كاليوغا والتاي تشي تؤدي إلى الحد من أيام الشعور بالمزاج السيء بنسبة 23 بالمئة مقارنة بعدم ممارسة الرياضة.
وحتى الأعباء المنزلية، أثبتت النتائج أنها تؤدي إلى تقليص أيام الشعور بحالة نفسية سيئة بنسبة 9.7 بالمئة على الأقل مقارنة بمن لا يمارسون الرياضة على الإطلاق.