سعى مرتزقة الاحتلال التركي إلى استغلال الظروف الراهنة لصالحها، وعمدت إلى الهجوم على مدينة حلب، بغية الضغط على حكومة دمشق لتحديد موقفه عبر تركه يختار موقفه بين إن كان سيظل في صف إيران وتقديم الدعم لها، أو أنه سينأى بنفسه عن طهران بشكل واضح.
دعم الاحتلال التركي للمرتزقة ومساندتها في التصعيد، يشير إلى تطبيق الاحتلال التركي أيضاً ضغطاً من جانبه، مآله إما التطبيع معه، أو احتلال المزيد من الأراضي السورية، ووقوف الاحتلال التركي وراء هذا التصعيد في ظل الأوضاع الراهنة، يوضح استمرار أطماعه بضم حلب إلى أراضيه وفق ما يسمى بالميثاق الملي.
حيث شهدت حلب ومناطق في إدلب غاراتٍ جويةً شنتها القوات الحكومية والقوات الروسية، أسفرت عن مقتل العشرات من العناصر، بالإضافة لسقوط ضحايا مدنيين وخاصةً في دوار باسل بمدينة حلب.
وبحسب المرصد فقد ارتفعت حصيلة الاشتباكات المستمرة لليوم الرابع على التوالي، بين هيئة تحرير الشام وقوات الحكومة في ريفي حلب وإدلب، إلى أكثر من ثلاثمئة قتيلٍ من الطرفين، بينهم مدنيون.
تقدم الهيئة ومرتزقة الاحتلال التركي، على حساب قوات الحكومة وخصوصاً في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية وثاني أكبر مدن سوريا، جاء دون أي مقاومةٍ من قوات حكومة دمشق، التي فرّت من المنطقة وقالت في وقتٍ لاحق، إن انسحابها جاء بهدف التعزيز والتحضير لهجومٍ مضاد.
وبذلك حولت حكومة دمشق سوريا عبر انسحابها من حلب بدون أي مقاومة، وسكوتها عن الوجود الإيراني في أراضيها، إلى ساحة حرب مفتوحة، واستمرار صمتها لن يصب للصالح السوري، وفق متابعين، وقد تأخذ الاستهدافات الإسرائيلية والتركية المتمثلة بهجوم فصائلها، أشكالاً أقوى في حال استمر الصمت عنها.
ويعتقد مراقبون أن الهجوم الذي تشنه مرتزقة الاحتلال التركي على حلب تم ترتيب توقيته بشكل محكم، ويهدف إلى استمالة الغرب وإسرائيل، ويظهر وقوف تركيا وراءه لتقاطع مصالحها مع الهجوم، فهي من ناحية تضغط على الأسد ليقبل بالتطبيع معها، والأهم أنها ستستفيد من تحجيم نفوذ إيران كمنافس إقليمي قوي، ما يفسر صمت أردوغان وعدم تعليقه على الهجوم.
مختصون في الشأن السوري عبروا عن استغرابهم من التقدم السريع لهيئة تحرير الشام ومرتزقة التابعة للاحتلال التركي، مقابل انسحاب قوات حكومة دمشق بشكلٍ مُفاجئٍ وسريع، ما قد يشير إلى أن يكون هذا السيناريو هو نتيجةً لتفاهماتٍ دولية، ما يعني أن مصير الشعب السوري والحل السياسي بسوريا، يمضي في طريقٍ المجهول.
شاهد أيضاً
لدعـ.ـمها الفـ.ـصائل..روسيا تحمـ.ـل تركيا مسـ.ـؤولية تـ.ـعثر التطـ.ـبيع مع دمشق وتـ.ـتهمها بالتـ.ـصرف كدولة محـ.ـتلة في سوريا
في حين ترى أنقرة أنه لا تزال هناك إمكانية لعقد لقاء بين اردوغان، وبشار الأسد، …