للمرة الثانية، يحمل أهالي عفرين المحتلة شمال غرب سوريا، ما تيسر حمله من أمتعة، في تغريبة جديدة تبعدهم أكثر عن مدينتهم التي فارقوها منذ أكثر من ست سنوات بفعل الاحتلال التركي لها عام 2018.
ومرة أخرى تتكرر مأساة ومعاناة عام 2018، بعد احتلال تركيا ومرتزقته لمقاطعة عفرين وأريافها آنذاك، وتهجير سكانها الأصليين، حيث يتعرض الشعب العفريني المهجر مجدداً اليوم في مخيمات الشهباء وقرى وأرياف بلدة تل رفعت إلى هجوم مرتزقة الاحتلال التركي، كذلك الحصار المفروض من قبل مرتزقة هيئة تحرير الشام على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، لتتكرر الجريمة ذاتها اليوم.
الهجمات الأخيرة التي شنتها مرتزقة تابعة للاحتلال التركي على رأسها هيئة تحرير الشام، والتي قِيل إنها تستهدف قوات حكومة دمشق، أثبت ما وصل إلينا من وقائعها أنها تكرارٌ لما فعله تنظيم داعش إبان سيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق.
وإزاء هذا النهج في الهجمات تصاعدت مخاوف من حدوث مجازر مشابهة لما حصل قبل عقدٍ من الزمن بحق الإيزيديين في شنكال، ما دفع بنحو مئتي ألف من مخيمات الشهباء وتل رفعت ومن بلدتي نبل والزهراء ذات الغالبية من الطائفة الشيعية بريف حلب للمغادرة باتجاه مناطق شمال شرق سوريا.
هذه المخاوف تعززت بعد تعرض قافلة لمهجري عفرين لإطلاق رصاص من قبل مرتزقة للاحتلال التركي، على الرغم من تفاهمات حول خروجهم، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات بين المهجرين.
وكان عشرات الآلاف من مهجري عفرين ومنطقة الشهباء بريف حلب الشمالي، قد قضوا قبل تهجيرهم ليلة كاملة في العراء في ظلِّ درجات الحرارة المنخفضة بانتظار نقلهم باتجاه حي الشيخ مقصود في مدينة حلب وذلك بعد أن سيطرت المرتزقة على مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي وعدة مناطق أخرى.
وطالب لجنة مهجري سري كانيه/ رأس العين، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الحقوقية والدول الضامنة بالتحرك لوضع حد للمعاناة، واتخاذ خطوات فعالية لدعم وحماية مهجري عفرين وأهالي الشهباء والشيخ مقصود.
شاهد أيضاً
داعـ.ـش يـ.ـطل برأسـ.ـه من جديد في سوريا والعراق مع وصـ.ـول تـ.ـرامب..كيف سـ.ـتواجه واشـ.ـنطن ذلك؟
عناصر تنظيم داعش يعاودون الظهور بشكل مفاجئ في مناطق سوريا والعراق ويقوم بعمليات هجومية ومباغتة …